التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ
٨١
-آل عمران

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذ اخذ الله ميثاق النبيين } قال قوم ان الله تعالى اخذ الميثاق من النبيين خاصة ان يصدق بعضهم بعضا واخذ العهد على كل نبى ان يؤمن بمن يأتى بعده من الانبياء وينصره ان ادركه وان لم يدركه ان يأمر قومه بالايمان به وبنصرته ان ادركوه فأخذ الميثاق من موسى ان يؤمن بعيسى ومن عيسى ان يؤمن بمحمد عليه السلام واذا كان هذا حكم الانبياء كان الامم بذلك اولى واحرى اى اذكر يا محمد وقت اخذ الله ميثاق الانبياء واممهم { لما آتيتكم } اللام موطئة لان اخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف وما مبتدأ موصولة وآتيتكم صلتها والعابد محذوف تقديره للذى آتيناكموه { من كتاب وحكمة } وهى بيان احكام الحلال والحرام والحدود حال من الموصول { ثم جاءكم رسول } عطف على الصلة والمعطوف على الصلة صلة فلا بد من الرابط فالتقدير رسول به { مصدق لما معكم } من الكتاب { لتؤمنن به ولتنصرنه } جواب قسم مقدر وهذا القسم المقدر وجوابه خبر للمبتدأ اى والله لتصدقنه برسالته وتنصرنه على اعدائه لاظهار دين الحق.
فان قيل ما وجه قوله تعالى { ثم جاءكم رسول } والرسول لا يجيىء الى النبيين وانما يجيىء الى الامم.
والجواب ان حملنا قوله { واذ اخذ الله ميثاق النبيين } على اخذ ميثاق اممهم فقد اندفع الاشكال وان حملناه على اخذ ميثاق النبيين انفسهم كان معنى قوله { ثم جاءكم } اى جاء فى زمانكم { قال } اى الله تعالى بعدما اخذ الميثاق { أاقررتم } اى بالايمان والنصر له والاستفهام للتقرير والتأكيد عليهم لاستحالة حقيقة الاستفهام فى حقه تعالى { واخذتم على ذلكم } الميثاق { اصرى } اى عقدى الذى عقدته عليكم والاصر الثقل الذى يلحق الانسان لاجل ما يلازمه من العلم والاصر ههنا العهد الثقيل لانه ثقل على صاحبه من حيث انه يمنع عن مخالفته اياه { قالوا اقررنا } بذلك او اكتفى به عن ذكر اخذهم الاصر { قال } سبحانه وتعالى { فاشهدوا } ايها الانبياء والامم باقرار بعضكم على بعض { وانا معكم من الشاهدين } اى وانا ايضا شاهد على اقراركم ذلك مصاحب لكم وادخال مع على المخاطبين اما انهم المباشرون للشهادة حقيقة والمقصود منه التأكيد والتحذير من الرجوع اذا علموا شهادة الله وشهادة بعضهم على بعض.