التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ
٢٦
-فاطر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم اخذت } بانواع العذاب { الذين كفروا } ثبتوا على الكفر وداوموا عليه وضع الموصول موضع ضميرهم لذمهم بما فى حيز الصلة والاشعار بعلية الاخذ { فكيف كان نكير } اى انكارى بالعقوبة وتعييرى عليهم: وبالفارسية [بس جكونه بود انكار من برايشان بعذاب وعقاب].
قال فى كشف الاسرار [بيدا كردن نشان ناخوشنودى جون بود حال كردانيدن من جون ديدى].
قال ابن الشيخ الاستفهام للتقرير فانه عليه السلام علم شدة الله عليهم فحسن الاستفهام على هذا الوجه فى مقابلة التسلية يحذر كفار هذه الامة بمثل عذاب الامم المكذبة المتقدمة والعاقل من وعظ بغيره

نيك بخت آنكسى بودكه دلش آنجه نيكى دروست ببذيرد
ديكرانرا جو بند داده شود او ازان بند بهره بركيرد

ويسلى ايضا رسوله عليه السلام فان التكذيب ليس ببدع من قريش فقد كان اكثر الاولين مكذبين وجه التسلى انه عليه السلام كان يحزن عليهم وقد نهى الله عن الحزن بقوله { { ولا تحزن عليهم } وذلك لانهم كانوا غير مستعدين لما دعوا اليه من الايمان والطاعة فتوقع ذلك منهم كتوقع الجوهرية من الحجر القاسى

توان باك كردن ز زنك آينه وليكن نيايد زسنك آينه

مع ان الحزن للحق لا يضيع كما ان امرأة حاضت فى الموقف فقالت آه فرأت فى المنام كأن الله تعالى يقول أما سمعت انى لا اضيع اجر العاملين وقد اعطيتك بهذا الحزن اجر سبعين حجة.
قال بعض الكبار لا يخفى ان اجر كل نبى فى التبليغ يكون على قدر ما ناله من المشقة الحاصلة له من المخالفين وعلى قدر ما يقاسيه منهم وكل من رد رسالة نبى ولم يؤمن بها اصلا فان لذلك النبى اجر المصيبة وللمصاب اجر على الله بعدد من رد رسالته من امته بلغوا ما بلغوا وقس على هذا حال الولى الوارث الداعى الى الله على بصيرة