التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً
٣٩
-فاطر

روح البيان في تفسير القرآن

{ هو } اى الله تعالى وهو مبتدأ خبره قوله { الذى جعلكم خلائف فى الارض } جمع خليفة واما خلفاء فجمع خليف وكلاهما بمعنى المستخلف اى جعلكم خلفاء فى ارضه والقى اليكم مقاليد التصرف فيها وسلطكم على ما فيها واباح لكم منافعها او جعلكم خلفاء ممن كان قبلكم من الامم واورثكم ما بايديهم من متاع الدنيا لتشكروه بالتوحيد والطاعة.
وفيه اشارة الى ان كل واحد من الافاضل والاراذل خليفة من خلفائه فى ارض الدنيا. فالافاضل يظهرون جمال صنائعه فى مرآة اخلاقهم الربانية وعلومهم اللدنية. والاراذل يظهرون كمال بدائعه فى مرآة حرفهم وصنعة ايديهم. ومن خلافتهم ان الله تعالى استخلفهم فى خلق كثير من الاشياء كالخبز فانه تعالى يخلق الحنطة بالاستقلال والانسان بخلافته يطحنها ويخبزها وكالثواب فانه تعالى يخلق القطن والانسان يغزله وينسج منه الثوب بالخلافة وهلم جرا { فمن } [بس هركه] { كفر } منكم نعمة الخلافة بان يخالف امر مستخلفه ولا ينقاد لاحكامه ويتبع هواه { فعليه كفره } اى وبال كفره وجزاؤه وهو الطرد واللعن والنار لا يتعداه الى غيره { ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم الا مقتا }.
قال الراغب المقت البغض الشديد لمن يراه متعاطيا لقبيح: يعنى [نتيجه كفرايشان بنسبت مكر بغض ربانى كه سبب غضب جاودانى همان تواند بود] { ولا يزيد الكافرين كفرهم الا خسارا } [مكر زيانى در آخرت كه حرمانست ازجنت] والتكرير لزيادة التقرير والتنبيه على ان اقتضاء الكفر لكل واحد من الامرين الهائلين القبيحين بطريق الاستقلال والاصالة. والتنكير للتعظيم اى مقتا عظيما ليس وراءه خزى وصغار وخسارا عظيما ليس بعده شر وتبار