التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
١٩
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى المرسلون لاهل انطاكية { طائركم } اى سبب شؤمكم { معكم } لا من قبلنا وهو سوء اعتقادكم وقبح اعمالكم فالطائر بمعنى ما يتشاءم به مطلقا { أئن ذكرتم } بهمزتين استفهام وشرط اى وعظتم بما فيه سعادتكم وخوّفتم: وبالفارسية [آيا اكربند داده مى شويد] وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة ما قبله عليه اى تطيرتم او توعدتم بالرجم والتعذيب { بل انتم قوم مسرفون } اضراب عما تقضيه الشرطية من كون التذكير سببا للشؤم او مصححا للتوعد اى ليس الامر كذلك بل انتم قوم عادتكم الاسراف فى العصيان والتجاوز فيه عن الحد فلذلك اتاكم الشؤم او فى الظلم والعدوان ولذلك توعدتم وتشاءمتم بمن يجب اكرامه والتبرك به. وهؤلاء القوم فى الحقيقة هم النفس وصفاتها فانها اسرفت فى موافقة الطبع ومخالفة الحق فكل من كان فى يد مثل هذه النفس فهو لا يبالى بالوقوع فى المهالك ولا يزال يدعو الناس الى ما سلكه من شر المسالك

هركرا باشد مزاج وطبع سست او نخواهد هيج كس را تن درست

وكل من تخلص عنها وزكاها افلح هو ومن تبعه ولذا وعظ الانبياء والاولياء وذكروا ونبهوا الناس على خطاهم واسرافهم وردوهم عن طريقة اسلافهم ولكن الذكرى انما تنفع المؤمنين ـ حكى ـ ان غلام الخليل سعى بالصوفية الى خليفة بغداد وقال انهم زنادقة فاقتلهم ولك ثواب جزيل فاحضرهم الخليفة وفيهم الجنيد والشبلى والنورى فامر بضرب فتقدم ابو الحسين النورى فقال السياف أتدرى الى ما تبادر فقال نعم فقال وما يعجلك فقال اوثر اصحابى بحياة ساعة فتحير السياف وانهى الامر الى الخليفة فتعجب الخليفة ومن عنده من ذلك فامر بان يختبر القاضى حالهم فقال القاضى يخرج الىّ واحد منهم حتى ابحث معه فخرج اليه ابو الحسن النورى فالقى اليه القاضى مسائل فقهية فالتفت عن يمينه ثم التفت عن يساره ثم اطرق ساعة ثم اجابه عن الكل ثم اخذ يقول بعد فان لله عبادا اذا قاموا قاموا بالله واذا انطقوا نطقوا بالله وسرد كلاما ابكى القاضى ثم سأله القاضى عن التفاته فقال سالتنى عن المسائل ولا اعلم لها جوابا فسألت عنها صاحب اليمين فقال لا علم لى ثم سألت صاحب الشمال فقال لا علم لى فسألت قلبى فاخبرنى قلبى عن ربى فاجبتك بذلك فارسل القاضى الى الخليفة ان كان هؤلاء زنادقة فليس على وجه الارض مسلم [خليفة ايشانرا بخواند وكفت حاجتى خواهيد كفتند حاجت ما آنست كه مارا فراموش كنى نه بقبول خود مارا مشرف كردانى نه برد مهجور كه مارا رد توجون قبول تست خليفة بسياربكريست اوايشانرا باكرامى تمام روانه كرد جون در نهاد خليفة وقاضى عدل وانصاف سرشته مى شد لا جرم بجانب حق ميل كردند ودر حق صوفيه محققين طريقه ظلم واسراف سالك نشدند] عصمنا الله واياكم من مخالفة الحق الصريح بعد وضوحه بالبرهان الصحيح