التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ
٤٤
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ الا رحمة منا ومتاعا الى حين } استثناء مفرغ من اعم العلل الشاملة للباعث المتقدم والغاية المتأخرة اى لا يغاثون ولا ينقذون لشئ من الاشياء الا لرحمة عظيمة ناشئة من قبلنا داعية الى الاغاثة والانقاذ: وتمتع بالفارسية [برخور دارى وانتفاع دادن] بالحياة مترتب عليهما الى زمان قدر لآجالهم.
وفى الآية رد على ما زعم الطبيعى من ان السفينة تحمل بمقتضى الطبيعة وان المجوف لا يرسب فقال تعالى فى رده ليس الامر كذلك بل لو شاء الله تعالى اغراقهم لا غرقهم وليس ذلك بمقتضى الطبيعة والا لما طرأ عليها آفة ورسوب.
والاشارة الى ان المنعم عليه ينبغى ان لا يأمن فى حال النعمة عذاب الله تعالى فان كفار الامم السالفة آمنوا من بطشه تعالى فاخذوا من حيث لا يشعرون فكيف يأمن اهل مكة واهل السفينة لكن لا يعرفون قدر النعمة الا بعد تحولها عنهم ولا قدر العافية الا بعد الابتلاء بمصيبة.
قال الشيخ سعدى [بادشاهى باغلام عجمى در كشتى نشسة بود غلام دريارا هر كزنديده بود ومحنت كشتى نكشيده كريه وزارى درنهاد ولرزه براندامش افتاد جندانكه ملاطفت كردند آرام نكرفت ملك را عيش ازو منغص شد جاره ندانستند حكيمى دران كشتى بود ملك را كفت اكر فرمان دهى من اورا بطريقى خاموش كنم كفت غايت لطف باشد فرمود تاغلام را بدريا انداختند بارى جند غوطه بخورد مويش كرفتند وسوى كشتى آوردند بهر دودست درسكان كشتى آويخت جون برآمد بكوشه بنشست وقرار كرفت ملك را عجب آمد وبرسيد درين جه حكمت بود كفت اى خداوند اول محنت غرق شدن نجشيده بود قدر سلامت كشتى نمى دانست همجنان قدر عافيت كسى داندكه بمصيبت كرفتار آيد

اى سير ترا نان جوين ننمايد معشوق منست آنكه بنزديك توز شتست
حوران بهشتى را دوزخ بود اعراف از دوز خيان برس كه اعراف بهشتست

فلا بد من مقابلة النعمة بالشكر والعطاء بالطاعة والاجتهاد في طريق التوحيد والمعرفة فان المقصود من الامهال هو تدارك الحال.
وفى التأويلات النجمية
{ { وآية لهم انا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون } يشير الى حمله عباده فى سفينة الشريعة خواصهم فى بحر الحقيقة وعوامهم فى بحر الدنيا فان من نجا من تلاطم امواج الهوى فى بحر الدنيا انما نجا بحمله للعناية فى سفينة الشريعة وكذا من نجا من تلاطم امواج الشبهات فى بحر الحقيقة انما نجا بحمله لعواطف احسان ربه فى سفينة الشريعة بملاحية ارباب الطريقة { { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } وهو جناح همة المشايخ الواصلين الكاملين { { وان نشأ نغرقهم } يعنى العوام فى بحر الدنيا والخواص فى بحر الحقيقة بكسر سفينة الشريعة فمن ركب من المتمنين بحر الحقيقة بلا سفينة الشريعة او كسروا السفينة اغرقوا فادخلوا نارا { { فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا } وهم المشايخ فانهم صورة رحمة الحق تعالى { ومتاعا الى حين } اى الى حين تدركهم العناية الازلية انتهى