التفاسير

< >
عرض

ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٦٥
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ اليوم نختم على افواههم } الختم فى الاصل الطبع ثم استعير للمنع والافواه جمع فم واصل فم فوه بالفتح وهو مذهب سيبويه والبصريين كثوب واثواب حذفت الهاء حذفا على غير قياس لخفائها ثم الواو لاعتدالها ثم ابدل الواو المحذوفة ميما لتجانسهما لانهما من حروف الشفة فصار فم فلما اضيف رد الى اصله ذهابا به مذهب اخواته من الاسماء.
وقال الفراء جمع فوه بالضم كسوق واسواق وفى الآية التفات الى الغيبة للايذان بان ذكر احوالهم القبيحة استدعى ان يعرض عنهم ويحكى احوالهم الفظيعة لغيرهم مع ما فيه من الايمان الى ان ذلك من مقتضيات الختم لان الخطاب لتلقى الجواب وقد انقطع بالكلية والمعنى نمنع افواهم من النطق ونفعل بها ما لا يمكنهم معه ان يتكلموا فتصير افواههم كأنها مختومة فتعترف جوارحهم بما صدر عنها من الذنوب { وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم } باستنطاقنا اياها { بما كانوا يكسبون } فتنطق الاربع بما كسبوه من السيآت والمراد جميع الجوارح لا ان كل عضو يعترف بما صدر منه [والكسب: حاصل كردن كسى جيزى را والمعنى بالفارسية [اامروز مهر مى نهيم بر دهنهاى ايشان جون ميكويد كه مشرك نبوده وتكذيب رسل نكرده وشيطانرا نبرستيده وسخن كويد باما دستهاى ايشان وكواهى دهد بايهاى ايشان بآنجه بودند در دنيا ميكردند].
قال بعضهم لما قيل لهم
{ { ألم اعهد اليكم يا بنى آدم ان لا تعبدوا الشيطان } جحدوا وقالوا والله ربنا ما كنا مشركين وما عبدنا من دونك من شئ وما اطعنا الشيطان فى شئ من المنكرات فيختم على افواههم وتعترف جوارحهم بمعاصيهم. والختم لازم للكفار ابدا. اما فى الدنيا فعلى قلوبهم كما قال تعالى { { ختم الله على قلوبهم } }. واما فى الآخرة فعلى افواهم ففى الوقت الذى كان الختم على قلوبهم كان قولهم بافواههم كما قال تعالى { { ذلك قولهم بافواههم } فلما ختم على افواههم ايضا لزم ان يكون قولهم باعضائهم لان الانسان لا يملك غير القلب واللسان والاعضاء فاذا لم يبق القلب واللسان تعين الجوارح والاركان.
وفى كشف الاسرار [روز قيامت عمل كافران بركافران عرضه كنند وصحيفهاى كردار ايشان بايشان نمايند آن رسواييها بينند وكردها برمثال كوههاى عظيم انكار كنند وخصومت دركيرند وبر فرشتكان دعوى دروغ كنند كويند ما اين كه در صحيفهاست نكرده ايم وعمل ما نيست همسايكان برايشان كواهى دهند همسايكانرا دروغ زن كيرند اهل وعشيرت كواهى دهند وايشانرا نيز دروغ زن كيرند بس رب العزت مهر برد هنهاى ايشان نهد وجوارح ايشان بسخن آردتا بر كردهاى ايشان كواهى دهند]
"وعن انس رضى الله عنه كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم اضحك قلنا الله ورسوله اعلم قال فى مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرنى من الظلم يقول بلى فيقول لا اجيز عن نفسى الا شاهدا منى فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه ويقال لاركانه انطقى فتنطق باعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكنّ وسحقا فعنكنّ كنت اناضل" اى ادافع واول عظم من الانسان ينطق يوم يختم على الافواه فخذه من رجله الشمال وكفه كما جاء فى الحديث. والسر فى نطق الاعضاء والجوارح بما صدر عنها ليعلم ان ما كان عونا على المعاصى صار شاهدا فلا ينبغى لاحد ان يلتفت الى ما سوى الله ويصحب احدا غير الله لئلا يفتضح ثمة بسبب صحبته

نكشود صائب از مدد خلق هيج كاراز خلق روى خود به خدا ميكنيم ما

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الغالب على الافواه الكذب كما قال { { يقولون بافواههم ما ليس فى قلوبهم } والغالب على الاعضاء الصدق ويوم القيامة يوم يسأل الصادقين عن صدقهم فلا يسأل الافواه فانها كثيرة الكذب ويسأل الاعضاء فانها كثيرة الصدق فتشهد بالحق اما الكفار فشهادة اعضائهم عليهم مبيدة لهم واما العصاة من المؤمنين الموحدين فقد تشهد عليهم اعضاؤهم بالعصيان ولكن تشهد لهم بعض اعضائهم ايضا بالاحسان كما جاء فى بعض الاخبار المروية المسندة ان عبدا تشهد عليه اعضاؤه بالزلة فتتطاير شعرة من جفن عينيه فتستأذن بالشهادة له فيقول الحق تعالى تكلمى يا شعرة جفن عين عبدى واحتجى عن عبدى فتشهد له بالبكاء من خوفه فيغفر له وينادى مناد هذا عتيق الله بشعرة [در كشف الاسرار فرمود كه جنانكه جوارح اعدا برافعال بدايشان كواهى ميدهد همجنين اعضاى برطاعت ايشان اقامت شهادت كند جنانجه در آثار آورده اندكه حق سبحانه وتعالى بنده مؤمن را خطاب كند كه جه آورده او شرم دارد كه عبادات وخيرات خود برشمارد حق سبحانه اعضاى ويرا بسخن در آورد تاهريك اعمال خودرا باز كويند انامل كواهى بردهد بر تسبيحات] كما "قال عليه السلام لبعض النساء عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالانامل فانهن مسئولات مستنطقات" يعنى بالشهادة يوم القيامة ولذا سن عد الاذكار بالاصابع وان لم يعلم العقد المعهود يعدّهن باصابعه كيف شاء كما فى الاسرار المحمدية.
وقال بعض العرفاء معنى الختم على الافواه وتكلم الايدى وشهادة الارجل تغيير صورهم وحبس ألسنتهم عن النطق وتصوير ايديهم وارجلهم على صورة تدل بهيآتها واشكالها على اعمالها وتنطق بألسنة احوالها على ما كان من هيئة افعالها انتهى.
فكما ان هيئة اعضاء المجرمين تدل على قبح احوالهم وسوء افعالهم كذلك شكل جوارح المؤمنين يدل على حسن احوالهم وجمال افعالهم وكل اناء يترشح بما فيه فطوبى للسعداء ومن يتبعهم فى زيهم وهيآتهم وطاعاتهم وعباداتهم

بى نيك مردان بيايد شتافتكه هركين سعادت طلب كرد يافت
وليكن تو دنبال ديو خسىندانم كه در صالحان كى رسى
بيمبر كسى را شفاعت كرست كه برجاده شرع بيغمبرست