التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
١٠
-النساء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما } ظالمين او على وجه الظلم من اولياء السوء وقضاته وانما قيد به لانه اذا اكل منه بالمعروف عند الحاجة او بما قدر له به القاضى بقدر عمله فيه لم يعاقب عليه { انما يأكلون فى بطونهم } اى ملىء بطونهم يقال اكل فى بطنه اذا ملأه واسرف وفى معناه اذا اقتصد فيه { نارا } اى ما يجر الى النار ويؤدى اليها فكأنه نار فى الحقيقة { وسيصلون } اى سيدخلون يوم البعث { سعيرا } اى نارا مسعرة او هائلة مبهمة الوصف ـ روى ـ ان آكل مال اليتيم يبعث يوم القيامة والدخان يخرج من قبره ومن فيه وانفه واذنيه وعينيه ويعرف الناس انه كان يأكل مال اليتيم فى الدنيا ـ وروى ـ انه لما نزلت هذه الآية ثقل ذلك على الناس فاحترزوا عن مخالطة اليتامى بالكلية فصعب الامر على اليتامى فنزل قوله تعالى { { وإن تخالطوهم فإخوانكم } [البقرة: 220].
الآية وفى الحديث قال النبى عليه السلام
"رأيت ليلة اسرى بى قوما لهم مشافر كمشافر الابل احداهما قالصة على منخريه والاخرى على بطنه وخزنة جهنم يلقمونه جمر جهنم وصخرها فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما"

كى كز صرصر ظلمش دمادم جراغ عيش مظلومان بميرد
نمى ترسد ازين كايزد تعالى اكرجه ديركيرد سخت كيرد

وقد امر الله تعالى ان لا يؤذى اليتيم ويقال له القول السديد فكيف يكون حال من آذاه وغيره من المؤمنين واكل اموالهم بالغصب والظلم ـ روى ـ ان لجهنم جبابا يعنى مواضع كساحل البحر فيها حيات كالبخاتى وعقارب كالبغال الدلم فاذا استغاث اهل جهنم ان يخفف عنهم قيل لهم اخرجوا الى الساحل فيخرجون فتأخذ الحيات شفاههم ووجوههم ما شاء الله فيكشطن فيستغيثون فرارا منها الى النار فيسلط عليهم الجرب فيحك احدهم جلده حتى يبدو العظم فيقال يا فلان هل يؤذيك هذا فيقول نعم فيقال ذلك بما كنت تؤذى المؤمنين. فعلى المرء ان يجتنب عن الايذاء وايصال الالم الى الخلق فان الدعاء السوء من المظلومين يقبل البتة فى حق الظالم والمؤذى

خرابى كند مرد شمشيرزن نجندانكه دود دل طفل وزن
رياست بدست كسانى خطاست كه ازدست شان دستها برخداست
مكافات موذى بمالش مكن كه بيخش بر آورد بايد زبن
سر كرك بايد هم اول بريد نه جون كوسفندان مردم دريد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تقبلوا لى ستا اتقبل لكم الجنة اذاحدثتم فلا تكذبوا واذا وعدتم فلا تخلفوا واذا ائتمنتم فلا تخونوا وغضوا ابصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا ايديكم عن الحرام وادخلوا الجنة"
.ـ وروى ـ عن ابن المبارك انه قال ترك فلس من حرام افضل من مائة الف فلس يتصدق بها عنه.
وعنه انه كان بالشام يكتب الحديث فانكسر قلمه فاستعار قلما فلما فرغ من الكتابة نسى فجعل القلم فى مقلمته فلما رجع الى مرو رأى القلم وعرفه فتجهز للخروج الى الشام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار فما ينفعكم الا بالورع"
قال ابراهيم بن ادهمرحمه الله الزهد ثلاثة اصناف. زهد فرض. وزهد فضل وزهد سلامة. فزهد الفرض هو الزهد فى الحرام. وزهد الفضل هو الزهد فى الحلال. وزهد السلامة هو الزهد فى الشبهات.
وكان حسان بن ابى سنان لا ينام مضطجعا ولا يأكل سمينا ولا يشرب باردا ستين سنة فرؤى فى المنام بعد ما مات فقيل له ما فعل الله بك فقال خيرا غيرا انى محبوس عن الجنة بابرة استعرتها فلم اردها.
ومر عيسى عليه السلام بمقبرة فنادى رجلا منهم فاحياه الله تعالى فقال من انت فقال كنت حمالا اثقل للناس فنقلت يوما لانسان حطبا فكسرت منه خلالا تخللت به فانا مطالب به منذ مت

خوف دارى اكر زقهر خدا نروى راه حرام دنيا