التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
١٩
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا } بيان لتضمن كفرهم المذكور لكفر آخر وتقريع لهم بذلك وهو جعلهم اكمل العباد واكرمهم على الله انقصهم رأيا واخسهم صنفا.
يعنى ملائكه كه مجاور ان صوامع عبادت وملازمان مجامع عبوديت اند دختران نام مى نهند.
والبنات لا تكن عبادا والولد لا يكون عبد ابيه ففيه تكذيب لهم فى قولهم الملائكة بنات الله { أشهدوا خلقهم } من الشهود بمعنى الحضور لا من الشهادة اى أحضروا خلق الله تعالى اياهم فشاهدوهم اناثا حتى يحكموا بأنوثتهم فان ذلك انما يعلم بالمشاهدة وهو تجهيل لهم وتهكم بهم فانهم انما سمعوه من آبائهم وهم ايضا كذابون جاهلون وفيه تخطئة للمنجمين واهل الحكمة المموهة فى كثير من الامور فانهم بعقولهم القاصرة حكموا على الغيب.
منجمى بخانه خود در آمد مرد بيكانه را ديد بازن خود بهم نشسته دشنام داد وسقط كفت وفتنه وا شواب بر خاست صاحب دلى برين حال واقف شد وكفت. تو براوج فلك جه دانى جيست. جو ندانى كه درسراى توكيست.
قال العماد الكاتب اجمع المنجمون فى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة فى جميع البلاد على خراب العالم فى شعبان عند اجتماع الكواكب الستة فى الميزان بطوفان الريح وخوفوا بذلك ملوك الاعاجم والروم فشرعوا فى حفر مغارات ونقلوا اليها الازواد والماء وتهيئوا فلما كانت الليلة التى عينها المنجمون بمثل ريح عاد ونحن جلوس عند السلطان والشموع تتوقد فلا تتحرك ولم نر ليلة فى ركودها مثلها { ستكتب شهادتهم } هذه فى ديوان اعمالهم يعنى يكتب الملك ما شهدوا بها على الملائكة { ويسألون } عنها يوم القيامة وهو وعيد قال سعدى المفتى السين فى ستكتب للتأكيد ويحتمل ان يكون للاستعطاف الى التوبة قبل كتابة ما قالوه ولا علم لهم به وفى الحديث
"كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يسار الرجل وكاتب الحسنات امين على كاتب السيئات فاذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا واذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح الله او يستغفر" قال ابن جربح هما ملكان أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره والذى عن يمينه يكتب الحسنات بغير شهادة صاحبه والذى عن يساره لا يكتب الا بشهادة صاحبه ان قعد فاحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وان مشى فاحدهما امامه والآخر خلفه وان نام فاحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه والكفار لهم كتاب وحفظة كما للمؤمنين فان قيل فالذى يكتب عن يمينه اذا اى شىء يكتب ولم يكن لهم حسنة يقال له الذى عن شماله يكتب باذن صاحبه ويكون شاهدا على ذلك وان لم يكتب قال بعض المحدثين تجتنب الملائكة بنى آدم فى حالين عند الغائط وعند الجماع وفى شرح الطريقة يكره الكلام فى الخلاء وعند قضاء الحاجة اشد كراهة لان الحفظة تتأذى بالحضور فى ذلك الموضع الكريه لاجل كتابة الكلام فلا بد للمرء من الادب والمراقبة والمسارعة الى الخير دون الشر وفى الحديث "عند الله خزآئن الخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله مفتاحا للخير ومغلاقا للشر وويل لمن جعله مفتاحا للشر ومغلاقا للخير" ثم فى الآية اشارة الى ان الله تعالى امهل عباده ولم يأخذهم بغتة فى الدنيا ليرى العباد أن العفو والاحسان احب اليه من الاخذ والانتقام وليتوبوا من الكفر والمعاصى بياتا براريم دستى زدل. كه نتوان برآورد فرد ازكل. نريزد خدا آب روى كسى. كه ريزد كناه آب جشمش بسى.
ومن الله التوفيق لما يحبه ويرضاه