التفاسير

< >
عرض

مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١٥
-الجاثية

روح البيان في تفسير القرآن

{ من } هركه { عمل صالحا } وهو ما طلب به رضى الله عنه تعالى { فلنفسه } اى فنفع ذلك العمل الصالح وثوابه لنفسه عائد اليها { ومن اساء } وهركه كارى بدكند { فعليها } اى فضرر اساءته وعقابها على نفسه لا يكاد يسرى عمل الى غير عامله { ثم الى ربكم } مالك اموركم لا الى غيره { ترجعون } تردون بالموت فيجازيكم على اعمالكم خيرا كان او شرا فاستعدوا للقائه ففيه ترغيب على اكتساب العمل الصالح وترهيب عن ارتكاب العمل السيئ فمن الاول العفو والمغفرة للمجرم وصاحبه متصف بصفات الله تعالى ومن الثانى المعصية والظلم وصاحبه متصف بصفات الشيطان فمن كان من الابرار فان الابرار لفى نعيم ومن كان من الفجار فان الفجار لفى جحيم والفجور نوعان فجور صورى وهو ظاهر وفجور معنوى وهو انكار أهل الله والتعرض لهم بسوء بوجه من التأول ونحو ذلك مما ظاهره صلاح وباطنه فساد فرحم الله أهل التسليم والرضى والقبول ومن ترك الحرام والشيهة والفضول وعن بعضهم انه كان يمشى فى البرية فاذا هو بفقير يمشى حافى القدمين حاسر الرأس عليه خرقتان متزر باحداهما مرتدئ بالاخرى ليس معه زاد ولا ركوة قال فقلت فى نفسى لو كان مع هذا ركوة وحبل اذا اراد الماء توضأ وصلى كان خيرا له ثم لحقت به وقد اشتدت الهاجرة فقلت له يا فتى لو جعلت هذه الخرقة التى على كتفك على رأسك تتقى بها الشمس كان خيرا لك فسكت ومشى ولما كان بعد ساعة قلت له أنت حاف اى شئ ترى فى نعل تلبسها ساعة وانا ساعة فقال اراك كثير الفضول ألم تكتب الحديث فقلت بلى قال فلم تكتب عن النبى عليه السلام "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه" فسكت ومشينا فعطشت ونحن على ساحل فالتفت الى وقال انت عطشان فقلت لا فمشينا ساعة وقد كظنى العطش اى جهدنى واوقعنى فى الشدة ثم التفت وقال أنت عطشان فقلت نعم وما تقدر تعمل معى فى مثل هذا الموضع فاخذ الركورة منى ودخل البحر وغرف من البحر وجاءنى به وقال اشرب فشربت ماء اعذب من النيل واصفى لونا وفيه حشيش فقلت فى نفسى هذا ولى الله ولكنى أدعه حتى اذا وافينا المنزل سألته الصحبة فوقف وقال ايما احب اليك ان تمشى او امشى فقلت فى نفسى ان تقدم فاتنى ولكن اتقدم انا واجلس فى بعض المواضع فاذا جاء سالته الصحبة فقال يا ابا بكر ان شئت تقدم واجلس وان شئت تأخر فانك لا تصحبنى ومضى وتركنى فدخلت المنزل وكان به صديق لى وعندهم عليل فقلت لهم رشوا عليه من هذا الماء فرشوا عليه فبرئ وسألتهم عن الشخص فقالوا ما رأيناه ففى هذه الحكاية فوآئد فتفطن لها.
واعلم انك لا تصل الى مثل هذه المرتبة الا بالايمان الكامل والعلم النافع والعمل الصالح فمن فقد شيئا منها حرم نعوذ بالله (قال الشيخ سعدى) يى نيك مردان ببايد شتافت كه هركس كرفت اين سعادت بيافت ولكن تودنبال ديوخسى ندانم بى صالحا ركىرسى بيمبر كسىرا شفاعت كرست كه برجاده شرع بيغمبرست