التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً
٧
-الفتح

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزا } اى بليغ العزة والقدرة على كل شيء { حكيما } بليغ الحكمة فيه فلا يفعل ما يفعل الاعلى مقتضى الحكمة والصواب وهذه الآية اعادة لما سبق قالوا فائدتها التنبيه على ان لله تعالى جنودا للرحمة ينزلهم ليدخل بهم المؤمنين الجنة معظما مكرما وان له تعالى جنودا للعذاب يسلطهم على الكفار يعذبهم بهم فى جهنم والمراد ههنا جنود العذاب كما ينبئ عنه التعرض لوصف العزة فان عادته تعالى أن يصف نفسه بالعزة فى مقام ذكر العذاب والانتقام قال فى برهان القرآن الاول متصل بانزال السكينة وازدياد ايمان المؤمنين فكان الموضع موضع علم وحكمة وقد تقدم ما اقتضاه الفتح عند قوله { وينصرك الله نصرا عزيزا } واما الثانى والثالث الذى بعده فمتصلان بالعذاب والغضب وسلب الاموال والغنائم فكان الموضع موضع عز وغلبة وحكمة وفى كشف الاسرار يدفع كيد من عادى نبيه والمؤمنين بما شاء من الجنود هو الذى جند البعوض على نمرود والهدهد على بلقيس وروى ان رئيس المنافقين عبد الله بن ابى بن سلول قال هب ان محمدا هزم اليهود وغلب عليهم فكيف استطاعته بفارس والروم فقال الله تعالى { ولله جنود السموات والارض } اكثر عددا من فارس والروم (وقال الكاشفى) ومرخد ايراست لشكرهاى آسمان وزمين يعنى هركه در آسمانها وزمينهاست همه مملوك ومسخر ويند جنانجه لشكريان مر سر دار خودرا تكرار اين سخن جهت وعدة مؤمنانست تابنصرت الهى مستظهر باشند وبراى وعيد مشركان ومنافقان تا از تكذيب ربانى خائف كردند وفى الآية اشارة الى ما اعد الله من عظائم فضله وعجائب صنعه فى سموات القلوب وارض النفوس يمد بها اولياءه وينصرهم بها على أنفسهم ليفوزوا بكمال قربه ويخذل بها اعدآءه ويهلكهم فى اودية الاهوية ليصيروا الى كما بعده وكان الله عزيز اذل اعدآءه حكيما فيما يعز اولياءه كما فى التأويلات النجمية. واعلم ان الله تعالى قد جعل فى النار مائة دركة فى مقابلة درج الجنة ولكل دركة قوم مخصوصون لهم من الغضب الالهى الحال بهم آلام مخصوصة تصل اليهم من ايدى الملائكة الموكلين بهم نعوذ بالله من سخطه وعذابه ونسأله الاولى من نعيمه وثوابه وللغضب درجات منها وقطع الامداد العلمى المستلزم لتسليط الجهل والهوى والنفس والشيطان والاحوال الذميمة لانه موقت الى النفس الذى قبل آخر الانفاس فى حق من يختم له بالسعادة ومنها ما يتصل الى حين دخولهم جهنم وفتح باب الشفاعة ومنها ما يقتضى الخلود فى النار (قال الحافظ) دارم از لطف ازل جنت فردوس طمع. كرجه دربانئ ميخانه فراوان كردم. والله غفور رحيم لمن تاب ورجع الى الصراط المستقيم