التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ
٢٠
-المائدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذ قال موسى لقومه } اى اذكر يا محمد لاهل الكتاب ما حدث وقت قول موسى لبنى اسرائيل ناصحا لهم { يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم } اى انعامه عليكم { اذ جعل فيكم انبياء } فى وقت جعله فيما بينكم من اقربائكم انبياء فارشدكم وشرفكم بهم ولم يبعث فى امة من الامم ما بعث فى بنى اسرائيل من الانبياء وكثرة الاشراف والافاضل فى القوم شرف وفضل لهم ولا شرف اعظم من النبوة { وجعلكم ملوكا } اى جعل فيكم او منكم ملوكا كثيرة فانه قد تكاثر فيهم الملوك تكاثر الانبياء وجعل الكل فى مقام الامتنان عليهم ملوكا لما ان اقارب الملوك يقولون عند المفاخرة نحن الملوك.
وقال السدى وجعلكم احرار تملكون انفسكم بعدما كنتم فى ايدى القبط فى مملكة فرعون بمنزلة اهل الجزية قال ابن عباس رضى الله عنهما يعنى اصحاب خدم وحشم وكانوا اول من ملك الخدم ولم يكن لمن قبلهم خدم وقال بعضهم من له امرأة يأوى اليها ومسكن يسكنه وخادم يخدمه فهو من الملوك وكذا من كان مسكنه واسعا وفيه ماء جار فهو ملك { وآتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين } من البحر واغراق العدو وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى وغير ذلك مما آتاهم الله من الامور العظام والمراد بالعالمين الامم الخالية الى زمانهم.