التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
٨١
-المائدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولو كانوا } اى الذين يتولون المشركين من اهل الكتاب { يؤمنون بالله والنبى } اى نبيهم { وما انزل اليه } اى الى ذلك النبى من التوراة والانجيل { ما اتخذوهم } اى المشركين { أولياء } لان تحريم ذلك مصرح فى شريعة ذلك النبى وفى الكتاب المنزل اليه فالايمان يمنع من التولى قطعا { ولكن كثيرا منهم فاسقون } خارجون عن الدين والايمان بالله ونبيهم وكتابهم.
وفى الآيات امور.
الاول ان الانسان الكامل الذى يصلح لخلافة الحق هو مظهر صفات لطف الحق وقهره فقبولهم قبول الحق وردهم رد الحق ولعنهم لعن الحق وصلاتهم صلاة الحق فمن لعنوه فقد لعنه ومن صلوا عليه فقد صلى الحق عليه لقوله تعالى لنبيه عليه السلام
{ { إن صلاتك سكن لهم } [التوبة: 103].
وقال
{ { هو الذى يصلى عليكم } [الأحزاب: 43].
فمظهر اللعن كان لسان داود وعيسى وكانت اللعنة من الله حقيقة لقوله
{ { كما لعنا أصحاب السبت } [النساء: 47].
وهم الذين لعنهم داود وصرح ههنا ان اللعن كان منه تعالى وان كان على لسان داود عليه السلام: فى المثنوى

اين نكردى توكه من كردم يقين اى صفاتت درصفات مادفين
مارميت اذ رميت كشته خويشتن درموج جون كف هشته

وفى محل آخر

كه ترا ازتوبكل خالى كند توشوى بست اوسخن عالى كند
كرجه قرآن ازلب بيغمبر است هركه كويد حق نكفت اوكافرست

والثانى ان الله تعالى سمى العصيان منكرا لانه يوجب النكرة كما سمى الطاعة معروفا لانها توجب المعرفة والاقدام على الفعل المنكر معصية والاصرار على المعصية كالكفر فى كونه سببا للرين المحيط بجوانب القلب ومن ذلك ترك النهى عن المنكر وفى الحديث "يحشر يوم القيامة اناس من امتى من قبورهم الى الله تعالى على صورة القردة والخنازير بما داهنوا اهل المعاصى وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون"
.فالمداهنة من اعمال الكفار والدعوة الى الله من اخلاق الاخيار: وفى المثنوى

هركسى كوازصف دين سركش است ميرود سوى صفى كان وابس است
توز كتار تعالوا كم مكن كيمياى بس شكرفست آن سخن
كرمسى كردد زكفتارت نفير كيميارا هيج ازوى وامكير
اين زمان كربست نفس ساحرش كفت توسودش دهدر آخرش
قل تعالوا قل تعالوا اى غلام هين كه ان الله يدعو بالسلام

والثالث ان المؤمن والكافر ليسا من جنس واحد وتولى الكافر موجب لسخط الله لان موالاة الاعداء توجب معاداة الاولياء فينبغى للمؤمن الكامل ان ينقطع عن صحبة الكفار والفجار واهل البدع والاهواء وارباب الغفلة والانكار: وفى المثنوى

ميل مجنون بيش آن ليلى روان ميل ناقه بس بى طفلش دوان
كفت اى ناقة جوهردو عاشقيم مادو ضد بس همره نالايقيم
نيستت بروفق من مهر و مهار كرد بايد ازتو صحبت اختيار
جان زهجر عرش اندر فاقه تن زعشق خاربن جون ناقة
جان كشايد سوى بالا بالها درزده تن درزمين جنكالها

اللهم خلصنا من خلاف الجنس مطلقا.