التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٥٤
-الأنعام

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } ـ روى ـ ان قوما جاؤا الى النبى عليه السلام فقالوا انا اصبنا ذنوبا عظاما فما تدارك الاستغفار وتدبير الاعتذار فسكت عنهم ولم يرد عليهم شيئاً فانصرفوا مأيوسين فنزلت. قال الامام كل من آمن بالله دخل هذا التشريف { فقل سلام عليكم } من كل مكروه وآفة والسلام بمعنى التسليم اى الدعاء بالسلامة فمعنى سلام عليكم سلمنا عليكم سلاما اى دعوت بان يسلمكم الله من الآفات فى دينكم ونفسكم وانما امره بان يبدأهم بالسلام مع ان العادة ان الجائى يسلم على القاعد حتى ينبسط اليهم بالسلام عليهم لئلا يحتشموا من الانبساط اليه هذا هو اللام فى الدنيا واما فى الآخرة فتسلم عليهم الملائكة عند دخول الجنة كقوله { { سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر: 73].
والله يبتدئ بالسلام عليهم بقوله
{ { سلام قولاً من رب رحيم } [يس: 58].
وقوله { فقل سلام عليكم } يشير الى السلام الذى سلمه الله على حبيبه عليه السلام ليلة المعراج اذا قال له
(السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته) فقال فى قبول السلام (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) والذى تاب من بعد ظلمه منتظم فى سلك اهل الصلاح فمورد الآية لا ينافى هذا المعنى { كتب ربكم على نفسه الرحمة } اى قضاها واوجبها على ذاته المقدسة بطريق التفضل والاحسان. قال ابن الشيخ كلمة على تفيد الايجاب واذا اجتمعنا تأكد الايجاب وهو لا ينافى كونه تعالى فاعلا مختارا بل هو عبارة عن تأكيد وبيان لفضله وكرمه اهـ.
قال فى التأويلات النجمية قال فى حديث ربانى للجنة
"انما انت رحمتى ارحم بك من اشاء من عبادى" فيرحم بجنته من شاء من عباده ويرحم بذاته من شاء من عباده { إنه من عمل منكم سوأ } بدل من الرحمة والتقدير كتب على نفسه انه من عمل الخ فان مضمون هذه الجملة لا شك انه رحمة والسوء بالفارسية [كاربد] { بجهالة } حال من فاعل عمل اى عمله ملتبسا بجهالة حقيقة بان يفعله وهو لا يعلم ما يترتب عليه من المضرة والعقوبة او حكما بان يفعله عالما بسوء عاقبته فان من عمل ما يؤدى الى الضرر فى العاقبة وهو عالم بذلك او ظان فهو فى حكم الجاهل فهو حال مؤكدة لانها مقررة لمضمون قوله { من عمل سوأ } لان عمل السوء لا ينفك عن الجهالة حقيقة او حكما. قال اهل الاشارة يشير بقوله { منكم } الى ان عامل السوء صنفان. صنف منكم ايها المؤمنون المهتدون. وصنف من غيركم وهم الكفار الضالون. والجهالة جهالتان جهالة الضلالة وهى نتيجة اخطاء النور المرشش فى عالم الارواح وجهالة الجهولية وهى التى جبل الانسان عليها فمن عمل من الكفار سوأ بجهالة الضلالة فلا توبة له بخلاف من عمل سوأ من المؤمنين بجهالة الجهولية المركوزة فيه فان له توبة كما قال تعالى { ثم تاب } اى رجع عنه { من بعده } اى من بعد عمله { وأصلح } اى ما افسده والاصلاح هو ان لا يعود ولا يفسد { فانه } خبر مبتدأ محذوف اى فامره ان الله تعالى { غفور } له { رحيم } به. قال الكاشفى فى تفسيره الفارسى [امام قشيرى رحمة الله فرموده كه ملك برتوذلت مى نويسد ملك براى تو رحمت مى نويسد بس ترادو كتابت است يكى ازلى ويكى وقى مقررست كه كتابت وقتى كتابت ازلى را باطل نمى تواند ساخت مضمون اين آيت شريف شفاست بيماران بيمارستان كناه را وشفا بشرط برهنرست: يعنى توبه واستغفار]

دردمندان كنه را روزوشب شربتى بهتر زاستغفار نيست
آرزو مندان وصال ياررا جاره غير ازنالها وزارنيست