التفاسير

< >
عرض

فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ
١٠٧
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ فألقى عصاه } من يده { فاذا هى ثعبان } وهو الحية الصفراء الذكر اعظم الحيات لها عرف كعرف الفرس { مبين } اى ظاهر امره لا يشك فى كونه ثعبانا ولا يختلج ببال احد كونه من جنس العصا -روى- انه لما القاها صارت ثعبانا اشعر اى كان له على ظهره شعور سود مثل الرماح الطوال فاغرا فاه اى فاتحا بين لحييه ثمانون ذراعاً وضع لحيه الاسفل على الارض والاعلى على سور القصر ثم توجه نحو فرعون فهرب منه واحدث وانهزم الناس مزدحمين فمات منهم خمسة وعشرون الفا فصاح فرعون يا موسى انشدك بلذى ارسلك خذه وانا اؤمن بك وارسل معك بنى اسرائيل فاخذه فعاد عصا.
والاشارة الى ان الله تعالى جعل عصاه ثعبانا لانه اضافها الى نفسه حين قال
{ { هى عصاى } [طه: 18].
ثم جعلها محل حاجاته حيث قال
{ { ولى فيها مآرب أخرى } [طه: 18].
ففيه اشارة الى ان كل شيء اضفته الى نفسك ورأيت حاجاتك فانه ثعبان يبتلعك ولهذا
{ { قال القها يا موسى } [طه: 19].
يعنى لا تتمسك بها ولا تتوكأ عليها ولا كان قادرا على ان يجعلها فى يده ثعبانا كذا فى التأويلات النجمية.
ثم قال له فرعون هل معك آية اخرى قال نعم.