التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٤٧
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة } من اضافة المصدر الى مفعوله والفاعل محذوف اى ولقائهم الدار الآخرة { حبطت اعمالهم } اى ظهر بطلان اعمالهم التى كانوا عملوها من صلة الارحام واغاثة الملهوفين ونحو ذلك فلا ينتفعون بها { هل يجزون } استفهام بمعنى النفى والانكار يعنى لا يجزون { الا ما كانوا يعملون } اى الاجزاء ما كانوا يعملون من الكفر والمعاصى.
قال فى التأويلات النجمية يعنى لما حبطت اعمالنها عندهم من بعثة الانبياء وانزال الكتب واظهار المعجزات لتكبرهم عنها جازيناهم بان حبطت اعمالهم عندنا لكبريائنا وغنانا عن اهل الشرك وشركهم نظيره قوله تعالى
{ { وجزاء سيئة سيئة مثلها } [الشورى: 40].
وفى الآية ذم التكبر وانه من اعظم اوصاف البشر حجبا لانه يزيد فى الانانية وما لعن من ابليس وطرد الا للتكبر.
وصف بعض البلغاء متكبرا فقال كأن كسرى حامل غاشيته وقارون وكيل نفقته وبلقيس احد داياته وكأن يوسف لم ينظر الا بمقلته ولقمان لم ينطق الا بحكمته كأن الخضراء له عرشت والغبراء باسمه فرشت: وفى المثنوى

اين تكبر زهر قاتل دانكه هست ازمى برزهر شد آن كيج مست
جون مى بر زهر نوشد مدبرى از طرب يكدم بجنباند سرى
بعد يكدم زهر بر جانش زند زهر برجانش كند داد وستد
كرندارى زهريش را اعتقاد كرجه زهر آمد نكر در قوم عاد
جونكه شاهى دست يابد بر شهى بكشدش ياباز دارد در جهى
ور بيابد خسته افتاده را مرهمش سازد شه وبدهد عطا
كه نه زهراست اين تكبر بس جرا كشت شه را بى كناه وبى خطا
وين دكر رابى زخدمت جون نواخت زين دو جنبش زهررا شايد شناخت
نردبان خلق اين ما ومنيست عاقبت زين نردبان افتاد نيست
هركه بالا تر رود ابله ترست كاستخوتن او بترخواهد شكست
اين فروعست واصولش آن بود كه ترفع شركت يزدان بود
جون نمردى ونكشتى زنده زو باغئ باشى بشركت ملك جو
جون بدور زنده شدى آن خود دويست وحدت محض است آن شركت كى است

فعلى العاقل ان يزكى نفسه عن الكبر ويأخذ التواضع فى طريق الحق ويخلص العمل لله تعالى فان من اخلص فى العمل وان لم ينو ظهرت آثار بركته عليه وعلى عقبه الى يوم القيامة كما قيل انه لما هبط آدم عليه السلام الى الارض جاءت وحوش الفلاة تسلم عليه وتزوره فيدعو لكل جنس بما يليق به فجاءت طائفة من الظباء فدعا لهن ومسح على ظهورهن فظهر فيهن نوافج المسك فلما رأى بواقيها ذلك قلن من اين هذا لكن فقلت زرنا صفى الله آدم فدعا لنا ومسح على ظهورنا فمضى البواقى اليه فدعا لهن ومسح على ظهورهن فلم يظهر لهن من ذلك شيء فقالوا قد فعلنا كما فعلتم فلم نر شيأ مما حصل لك فقالوا انتم كان عملكم لتنالوا كما نال اخوانكم واولئك كان عملهم لله من غير شوب فظهر ذلك فى نسلهم وعقبهم الى يوم القيامة فظهر ان الخلق لا يجزون الا ما كانوا يعملون والجزاء لا بد وان يكون من جنس العمل نسأل الله تعالى دفع الكسل ورفع الزلل.