التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ
١٥٢
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين اتخذوا العجل } الا آلها واستمروا على عبادته كالسامرى واشياعه من الذين اشربوه فى قلوبهم { سينالهم } اى فى الآخرة { غضب } عظيم كائن { من ربهم } اى مالكهم لما ان جريمتهم اعظم الجرائم واقبح الجرائر والمراد بالغضب ههنا غايته وهى الانتقام والتعذيب لان حقيقة الغضب لا تتصور فى حقه تعالى { وذلة فى الحيوة الدنيا } هى ذلة الاغتراب والمسكنة المنتظمة لهم ولاولادهم والذلة التى اختص بها السامرى من الانفراد بالناس والابتلاء بلا مساس كما روى ان موسى عليه السلام هم بقتل السامرى فاوحى الله اليه لا تقتل السامرى فانه سخى ولكن اخرجه من عندك فقال له موسى فاذهب من بيننا مطرودا فان لك فى الحياة اى فى عمرك ان تقول لمن اراد مخالطتك جاهلا بحالك لا مساس اى لا يمسنى احد ولا امس احد وان مسه احدهما جميعا فى الوقت وروى ان ذلك موجود فى اولاده الى الآن وايراد ما نالهم فى حيز السين مع مضيه بطريق تغليب حال الاخلاف على حال الاسلاف { وكذلك نجزى المفترين } على الله ولا فرية اعظم من فريتهم هذا الهكم واله موسى ولعله لم يفتر مثلها احد قبلهم ولا بعدهم.