التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
١٧
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم لآتيناهم } [بس بيايم بديشان] { من بين ايديهم } اى من قبل الآخرة فاشككهم فيها. وايضا من قبل الحسد فازين لهم الحسد على الاكابر من العلماء والمشايخ فى زمانهم ليطعنوا فى احوالهم واعمالهم واقوالهم { ومن خلفهم } من جهة الدنيا ارغبهم. فيها وايضا من قبل العصبية ليطعنوا فى المتقدمين من الصحابة والتابعين والمشايخ الماضين ويقدحوا فيهم ويبغضوهم { وعن ايمانهم } من جهة الحسنات واوقعهم فى العجب والرياء. وايضا من قبل الانبساط فاحرض المريدين على سوء الادب فى صحبة المشايخ وترك الحشمة والتعظيم والتوسع فى الكلام والمزاح لانزلهم عن رتبة القبول { وعن شمائلهم } من جهة السيآت فازينها لهم. وايضا من قبل المخالفة فامرهم بترك اوامر المشايخ ونواهيهم لأوردهم به موارد الرد واهلكهم بسطوات غيره الولاية وردها بعد القبول والمقصود من الجهات الاربع التى يعتاد هجوم العدو منها مثل قصده اياهم للتسويل والاضلال من أى وجه يتيسر باتيان العدو من الجهاد الاربع ولذلك لم يذكر الفوق والتحت وانما عدى الفعل الى الاولين بحرف الابتداء لانه منهما متوجه اليهم والى الآخرين بحرف المجاوزة فان الآتى منهما كالمنحرف المتجافى عنهم المار على عرضهم وجانبهم كما تقول جلست عن يمينه اذا جلست متجافيا عن جانب يمينه غير ملاصق له فكأنك انحرفت عنه وتجاوزت { ولا تجد اكثرهم شاكرين } اى مطيعين.
وفى التفسير الفارسى [يعنى كافران باشندكه منعم را نشتاسد] وانما قال ظنا لا علما لقوله تعالى
{ ولقد صدق عليهم ابليس ظنه } [سبأ: 20].
لما رأى فيهم مبتدأ الشر متعددا وهو الشهوة والغضب ومبدأ الخير واحدا وهو العقل: قال السعدى قدس سره

نه ابليس درحق ما طعنه زد كزينان نيايد يجز كاريد
فغان ازبديها كه در نفس ماست كه ترسم شودظن ابليس راسب
جوملعون بسند آمدش قهرما خدايش بر انداخت ازبهرما
كجاسر بر آريم عاروننك كه با او بصلحيم وباحق بجنك