التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
١٨٤
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ أو لم يتفكروا ما بصاحبكم من جنة } - روى - انه عليه الصلاة والسلام كان كثيرا ما يحذر قريشا عقوبة الله تعالى ووقائعه النازلة فى الامم الماضية فقام ليلا على الصفا وجعل يدعوهم الى عبادة الله تعالى قبيلة قبيلة يا بنى فلان يا بنى فلان الى الصباح يحذرهم بأس الله فقال قائلهم ان صاحبكم هذا يعنى محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم لمجنون بات يهوت الى الصباح فنزلت والهمزة للانكار والتعجب والتوبيخ والواو للعطف على مقدر وما اما استفهامية انكارية فى محل الرفع بالابتداء والخبر بصاحبهم واما نافية اسمها جنة وخبرها بصاحبهم والجملة معلقة لفعل التفكر لكونه من افعال القلوب ومحلها على الوجهين النصب على نزع الجار والجنة بناء نوع من الجنون ودخول من يدل على انه ليس به نوع من انواع الجنون. والمعنى أكذبوا بالآيات ولم يتفكروا فى أى شيء من جنون ما كائن بصاحبهم او فى انه ليس بصاحبهم شيء من جنة حتى يؤديهم التفكر فى ذلك الى الوقوف على صدقة وصحة نبوته فيؤمنوا به وبما انزل عليه من الآيات فالتصريح بنفى الجنون للرد على عظيمتهم الشنعاء والتعبير عليه الصلاة والسلام بصاحبهم وارد على شاكلة كلامهم مع ما فيه من الايذان بان طول مصاحبتهم له عليه السلام مما يطلعهم على نزاهته عليه السلام عن شائبة الجنة وقد كانوا يسمونه قبل اظهار النبوة محمدا الامين صلى الله تعالى عليه وسلم وسلم { ان هو } اى ما هو عليه السلام { الا نذير مبين } اى مبالغ فى الانذار مظهر له غاية الاظهار ابرازا لكمال الرأفة ومبالغة فى الاعذار.