التفاسير

< >
عرض

وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولوطا } اى وارسلنا لوطا وهو لوط بن هاران ابن تارخ فهو ابن اخى ابراهيم كان من ارض بابل العراق فهاجر مع عمه ابراهيم الى الشام ونزل الاردن وهو كورة بالشام فأرسله الله الى اهل سدوم بلد بحمص.
قال فى التفسير الفارسى [خداى تعالى ويرا بيغمبرى داد وباهل مؤتفكات فرستاد وآن بنج شهر بوده سدوم اعظم مداين بود وديكر عامه وداود وصابورا وصفود كويند درهر شهرى جهار باهزار هزار آدمى بودند لوط عليه السلام بسدوم آمد وخلق را بخداى تعالى دعوت كرد بيست سال درميان ايشان بود وبخيرات أمر مينمود وازفواحش نهى فرمود ويكى از فواحشها لواطه بود] كما حكى الله تعالى بقوله { اذ قال لقومه } [مرقوم سدوم را كه لوط عليه السلام درميان ايشان بود] وهو ظرف لارسلنا المضمر اى ارسلنا لوطا الى قومه وقت قوله لهم.
قيل الارسال قبل وقته القول لا فيه.
واجيب بان هذا من قبيل قولك فى ظرف المكان زيد فى ارض الروم فهو ههنا غير حقيقى فيكفى وقوع المظروف فى بعض اجزائه { أتأتون الفاحشة } انكار وتقريع على تلك الفعلة المتمادية فى القبح اى البالغة الى غاية القبح وهى اللواطة والمعنى أتفعلونها { ما سبقكم بها } ما فعلها قبلكم على ان الباء للتعدية كما فى قوله عليه السلام "سبقك بها عكاشة" من قولك سبقته بالكرة اى ضربتها قبله { من أحد } من مزيدة لتأكيد النيفى وافادة الاستغراق { من العالمين } من للتبعيض والجملة استئناف نحوى اى مبتدأة جئ بها تأكيدا للانكار السابق كأنه وبخهم اولا باتيان الفاحشة ثم باختراعها فانه اسوأ.