التفاسير

< >
عرض

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
١٢
-الأنفال

روح البيان في تفسير القرآن

{ إذ يوحى ربك الى الملائكة } الوحى القاء المعنى الى النفس من وجه خفى. والمعنى اذكر يا محمد وقت ايحائه تعالى الى الملائكة { أنى معكم } مفعول يوحى اى بالامداد والتوفيق فى امر التثبيت فليس القصد ازالة الخوف كما فى { { لا تحزن إن الله معنا } .
اذ لا خوف للملائكة من الكفار حتى يقال لهم انى معكم فلا تخافوهم وما يشعر به دخول كلمة من متبوعية الملائكة انما هو من حيث انهم المباشرون للتثبيت صورة فلهم الاصالة من تلك الحيثية كما فى امثال قوله تعالى
{ { ان الله مع الصابرين } [البقرة: 153].
{ فثبتوا الذين آمنوا } بالبشارة وتكثير السواد ونحوهما مما تقوى به قلوبهم والتثبيت عبارة عن الحمل على الثبات فى مواطن الحرب والجد فى مقاساة شدائد القتال { سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب } اى سأقذف فى قلوبهم المخافة من المؤمنين وهو تلقين للملائكة ما يثبتونهم به كأنه قيل قولوا لهم قولى سألقى الخ { فاضربوا } ايها المؤمنون فلا دلالة فى الآية على قتال الملائكة { فوق الاعناق } اعاليها التى هى المذابح او الرؤس.
قال الحدادى وانما امر الله بضرب الاعناق لان اعلى جلدة العنق هو المقتل { واضربوا منهم كل بنان } البنان فى اللغة هو الاصابع وغيرها من الاعضاء التى بها يكون قوام الانسان وحياته والمقصود اضربوهم فى جميع الاعضاء من اعاليها الى اسافلها. وقيل الوجه ان يراد بها المدافعة والمقاتلة وكذا قال التفتازانى