التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ
٥٩
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولو أنهم رضوا ما آتيهم الله ورسوله } اى ما اعطاهم الرسول من الصدقات طيبى النفوس به وان قل وذكر الله تعالى للتعظيم والتنبيه على ان ما فعله الرسول عليه السلام كان بامره سبحانه فلا اعتراض عليه لكون المأمور به موافقا للحكمة والصواب { وقالوا حسبنا الله } اى كفانا فضله وصنعه بنا وما قسمه لنا فان جميع ما اصابنا انما هو تفضل منه سواء كان لكسبنا مدخل فيه او لم يكن { سيؤتينا الله من فضله } صدقة اخرى { ورسوله } فيعطينا منها اكثر مما اعطانا اليوم { انا الى الله راغبون } ان يغنينا من فضله والاية باسرها فى حيز الشرط والجواب محذوف بناء على ظهوره ولتذهب فيه النفس كل مذهب ممكن اى لكان خيرا لهم [زيراكه رضا بقسمت سبب بهجت است وجزع دران موجب محنت. سلمى از ابراهيم ادهم نقل ميكندكه هركه بمقادير خرسند شدازغم وملال بازرست]

رضا بداده بده وزجبين كره بكشا كه برمن وتو در اختيار نكشادست

ودرين معنى فرموده است

بشنواين نكته كه خودرا زغم آزاده كنى خون خورى كر طلب روزئ ننهاده كنى

يقال اذا كان القدر حقا كان السخط حمقا.
ولما قدم سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه مكة بعدما كف بصره قيل له انت مجاب الدعوة لم لا تسأل رد بصرك فقال قضاء الله تعالى احب الى من بصرى.
قيل لحكيم ما السبب فى قبض الكف عند الولادة وفتحه عند الموت فانشد

ومقبوض كف المرء عند ولادة دليل على الحرص المركب فى الحى
ومبسوط كف المرء عند وفاته يقول انظروا انى خرجت بلا شيء

-حكى- ان نباشا تاب على يد ابى يزيد البسطامى قدس سره فسأله ابو يزيد عن حاله فقال نبشت عن الف فلم ار وجوههم الى القبله الا رجلين فقال ابو يزيد مساكين اولئك نهمة الرزق حولت وجوههم عن القبلة.
فعلى العاقل التوكل على الله والاعتماد بوعده فان الله كاف لعبده ومن وجد الله فقد ما دونه لان فقدان الله فى وجدان ما سواه ووجدانه فى فقدان ما سواه ومن وجده يرضى به ويقول سيؤتينا الله من فضله ما نحتاج اليه فى كمال الدين ونظام الدنيا انا الى الله راغبون لا الى الدنيا والعقبى وما فيهما غير المولى -روى- ان عيسى عليه السلام مر بقوم يذكرون الله تعالى فقال لهم ما الذى حملكم عليه قالوا الرغبة فى ثواب الله فقال اصبتم ومر على قوم آخرين يذكرون الله تعالى فقال لهم ما الذى حملكم عليه قالوا الخوف من عقاب الله تعالى فقال اصبتم ومر على قوم ثالث مشتغلين بذكر الله فسألهم عن سببه فقالوا لا نذكره للخوف من العقاب ولا للرغبة فى الثواب بل لاظهار ذلة العبودية وعزة الربوبية وتشريف القلب بمعرفته وتشريف اللسان بالالفاظ الدالة على صفات قدسه وعزته فقال أنتم المتحققون وفى هذا المعنى: قال الحافظ

بدرم روضه جنت بدو كندم بفروخت نا خلف باشم اكر من بجوى نفروشم