التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ
٨٥
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولا تعجبك } الاعجاب [شكفتى نمودن وخوش آمدن خطاب بآن حضرتست ومرادامت اند يعنى در عجب ندارد شمارا] { اموالهم واولادهم } الضمير للمنافقين.
قال الكاشفى [مالهاى منافقان اكرجه بسيارست وفرزندان ايشان كه قوى وبا اقتدارند] وتقديم الاموال فى امثال هذه المواقع على الاولاد مع كونهم اعز منها اما لعموم مساس الحاجة اليها بحسب الذات وبحسب الافراد والاوقات فانها مما لا بد منه لكل احد من الآباء والامهات والاولاد فى كل وقت وحين حتى ان من له اولاده ولا مال له فهو واولاده فى ضيق ونكال واما الاولاد فانما يرغب فيهم من بلغ مبلغ الابوة واما لان المال مناط لبقاء النفس والاولاد لبقاء النوع واما لانها اقدم فى الوجود من الاولاد لان الاجزاء المنوية انما تحصل من الاغذية { انما يريد الله } بما متعهم به من الاموال والاولاد { ان يعذبهم بها فى الدنيا } [بسبب جمع مال ومحافظت آن بيوسته دررنج باشند وبراى رونق احوال اولاد وتهيه اسباب ايشان همواره محنت ومشقت كشند] { وتزهق انفسهم } الزهوق [برآمدن جان] اى تخرج ويموتوا { وهم كافرون } اى كافرون بسبب اشتغالهم بالتمتع بها والالهاء عن النظر والتدبر فى العواقب [درويشى ميكفت اغنيا اشقى الاشقيا اند مال دنيا جمع ميكنند بانواع بريشايى وزحمت ونكاه ميدارند باصناف بليت ومشقت وميكذارند بصد هزار حسرت]

در اول جو خواهى كنى جمع مال بسى رنج بر خويش بايد كماشت
بس از بهر آن تا بماند بجاى شب وروز مى بايدت باس داشت
وزين جمله آن حال مشكلترست كه آخر بحسرت ببايد كذشت

واعلم ان هذه الآية مرت فى هذه السورة الكريمة مع التغاير فى بعض الالفاظ فالتكرير لتأكيد النصيحة بها والاعتناء بشأنها تنبيها على ان هذه النصيحة مما لا ينبغى ان يذهل السامع عنها وان الناصح لا بد له ان يرجع اليها فى اثناء كلامه دائما ولا سيما اذا تباعد احد الكلامين عن الآخر بناء على ان الابصار طامحة اى مرتفعة ناظرة الى الاموال والاولاد وان النفوس مغتبطة اى متمنية لهما حريصة عليهما والاموال والاولاد وان كانت نعمة فى حق المؤمنين فانها نقمه فى حق المنافقين لكونها شاغلة لقلوبهم عن الله واشد عذاب القلوب من الحجاب ومن عذب بالحجاب فقد حرم من الايمان كما قال تعالى { وتزهق انفسهم وهم كافرون } اى مستوروا القلوب بحجاب حب الاموال والاولاد كما فى التأويلات النجمية وفى الحديث "الدنيا محفوفة بالذات والشهوات فلا تلهينكم شهوات الدنيا ولذاتها عن الآخرة فانه لا دنيا لمن لا آخرة له ولا آخرة لمن لا دنيا له يعمل فيها بطاعة الله تعالى" يعنى ان المؤمن يتزود لآخرته بالعبادات المالية