التفاسير

< >
عرض

يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٤
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ يعتذرون } اى يعتذر المنافقون { إليكم } فى التخلف وكانوا بضعة وثمانين رجلا والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والآية نزلت قبل وقوع الاعتذار ولذا قال الكاشفى [القاء اعتذار خواهد كرد منافقان بسوى شما] { إذا رجعتم } من غزوة تبوك منتهين { اليهم } وانما لم يقل الى المدينة ايذانا بان مدار الاعتذار هو الرجوع اليهم لا الرجوع الى المدينة فلعل منهم من بادر بالاعتذار قبل الرجوع اليها { قل } يا محمد والتخصيص لما ان الجواب من وظيفته عليه السلام { لا تعتذروا } اى لا تفعلوا الاعتذار لانه { لن نؤمن لكم } لن نصدقكم فى اعتذاركم لانه { قد نبأنا الله من اخباركم } اى اعلمنا بالوحى بعض اخباركم المنافية للتصديق وهو ما فى ضمائرهم من الشر والفساد: وفى المثنوى

از منافق عذررد آمد نه خوب زانكه درلب بود آن نى در قلوب[1]
كذب جون خس باشدول جودهان خس نكردد دردهان هركز نهان[2]

{ وسيرى الله عملهم } فيما سيأتى { ورسوله } أتتوبون عن الكفر والنفاق ام تثبتون عليه وكأنه استتابة وامهال للتوبة { ثم تردون } يوم القيامة { الى عالم الغيب } وهو ما غاب عن العباد { والشهادة } وهو ما علمه العباد { فينبئكم } عند ردكم اليه ووقوفكم بين يديه { بما كنتم تعملون } اى بما كنتم تعملونه فى الدنيا على الاستمرار من الاعمال السيئة السابقة واللاحقة والمراد بالتنبئة بذلك المجازاة به وايثارها عليها للايذان بانهم ما كانوا عالمين فى الدنيا بحقيقة اعمالهم وانما يعلمونها يومئذ حين يرونها على صورها الحقيقة