التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ
٢٧
-الرعد

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

يقول الحق جل جلاله: { ويقولُ الذين كفروا } من أهل مكة: { لولا أنزل عليه آيةٌ } ظاهرة { من ربه } كما أنزلتْ على مَنْ قبله فنؤمن حينئذٍ؟ { قل } لهم: { إنَّ اللَّهَ يُضلُّ مَن يشاء } بعد ظهور الآيات والمعجزات. وليس الإيمان والهداية بيد العبد في الحقيقة.
{ ويهدي إليه من أناب } أي: من أقْبل ورجع عن عناده من غير احتياج إلى معجزة. قال البيضاوي: وهو جواب، يجري التعجب من قولهم، كأنه قال: قل لهم ما أعظم عنادكم! { إن الله يُضِلُّ من يشاء } ممن كان على صفتكم، فلا سبيل إلى اهتدائه، وإن نزلت كل آية، ويهدي إليه من أناب لما جئت به، بل بأدنى منه من الآيات. هـ.
الإشارة: تقدم مراراً أن من سبقت له من عند الله عناية الخصوصية، لم يتوقف على ظهور آية. ومن لم يسبق له شيء في الخصوصية لا ينفع فيه ألف آية. فالله يضل من يشاء عن دخول حضرته، ولو رأى من أولياء زمانه ما رأى، ويهدي إلى حضرته من أناب، ورجع بلا سبب. وبالله التوفيق.