التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ
١٠٠
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ
١٠١
وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
١٠٢
-هود

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْقُرَىٰ } - إلى قوله - { أَلِيمٌ شَدِيدٌ }
المعنى: هذا الذي نقصه عليك، مِن أخبار القرى، منها ما هو عامر، ومنها ما هو خرب، غير عامر.
وقيل: المعنى: منها ما بقي أثره، ومنها ما لم يبق له أثر. قال ابن جريج: { مِنْهَا قَآئِمٌ }: خاوٍ على عروشه، وباق رسمه، { وَحَصِيدٌ }: ملزق بالأرض، لا رسم له، وهو معنى قول قتادة، وغير(ه).
ثم قال تعالى: { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ }: أي: لم نضع العقوبة بهم في غير موضعها، بل أوجبوا لأنفسهم بكفرهم العقوبة، إذ وضعوا العبادة في غير موضعها.
{ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ }: التي عبدوها، ودعوها من دون الله شيئاً لما جاءهم العذاب، وما زادهم عبادة آلهتهم { غَيْرَ تَتْبِيبٍ }: أي: إلا خسراناً، ونقصاً، وهلاكاً، وتدميراً.
ثم قال تعالى: { وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ } أي: وكما أخذ ربك يا محمد هذه القرى بظلمهم، كذلك يأخذ القرى الظالم أهلها، فيهلكهم. (هذه الآية تحذير لهذه الأمة أن تسلك في المعصية طريق من كان قبلها من الأمم) فيحل بهم ما حل بأولئك، وأخذ الله عز وجل، سطوته. { إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }: أي: موجع. ومعنى { أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ }: أي: أخذ أهلها.
وقرأ الجحدري: "إذ أخذ القرى".