التفاسير

< >
عرض

كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٢١٦
-البقرة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ }.
أكثر العلماء على أن الجهاد فرض يحمله الإمام ومن معه عن الناس، وليس على كل رجل ذلك فرض.
ومعنى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ } فرض عليكم، وهو كالصلاة على الموتى ودفنهم، دليله قوله:
{ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ / ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } [النساء: 95]. فأخبر أن الكل له الحسنى وهي الجنة، وأن المجاهدين أفضل له.
وقال ابن جبير: "هو فرض على جميع المسلمين".
وقد قيل: هي ناسخة واجبة لما أمروا به من العفو والصفح بمكة.
وقيل: هي منسوخة بقوله:
{ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً } [التوبة: 122].
وقيل: هي على الندب لا على الوجوب.
وقد قال عطاء: "هي فرض على الصحابة خاصة". وهو قول مطعون فيه.
قوله: { وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ }.
الكره بضم الكاف ما كان من نفسك، وبالفتح ما أُكْرِهْتَ عليه فيه.
وقال معاذ بن مسلم: "الكُره المشقة، والكَره الإجبار".
وقيل: هما لغتان: كالضُّعف والضَّعف.
وقيل: الكره بالضم الاسم، وبالفتح المصدر.
قوله: { وَعَسَىٰ أَن / تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.
معناه: إن كرهتم القتال فهو خير لكم، لأن فيه الظفر والغنيمة والشهادة.
{ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ }.
أي إنكم إن تحبوا القعود عن الجهاد فهو شر لكم لأنكم تحرمون الظفر والغنيمة و [الأجر. أو] الشهادة.
{ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ }: أي يعلم ما هو خير لكم ممّا هو شر لكم، فلا تكرهوا ما كتب عليكم من جهاد عدوكم فإنكم لا تعلمون.