قوله: { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ } الآية.
المعنى: إن هؤلاء قوم كانوا يظهرون الإسلام للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليأمنوا منهم، ويظهرون الكفر لأهل مكة إذا رجعوا إليهم ليأمنوهم، { كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ } أن يخرجوا من { ٱلْفِتْنِةِ } - وهي الشرك - { أُرْكِسُواْ فِيِهَا }. أي: ردوا فيها. وأصل الفتنة الاختبار فالمعنى فلما ردوا إلى الاختبار. { أُرْكِسُواْ } أي: نكسوا.
قيل: هم أسد، وغطفان قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، ثم رجعوا إلى ديارهم، فأظهروا الكفر.
وقيل: نزلت في قوم من المشركين [طلبوا الأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمنوا عنده وعند أصحابه وعند المشركين] قاله قتادة.
وقال: { كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا } أي: كلما عرض عليهم بلاء هلكوا فيه.
وقال السدي: نزلت في نعيم بن مسعود الأشجعي كان يأمن في المسلمين والمشركين.
قوله: { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } أي: فإن لم يعتزلكم هؤلاء الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ويستسلموا [إليكم] ويعطونكم القيادة في الصلح { وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ } يعني عن القتال. { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } أي: اقتلوهم أين أصبتموهم أي: إن لم يفعلوا ذلك { وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } أي: حجة { مُّبِيناً } أي: ظاهرة.