التفاسير

< >
عرض

وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
٧١
-المائدة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ } الآية.
المعنى: وظن هؤلاء الذين أُخِذَ ميثاقهم أنه لا يكون لهم من الله ابتلاء "واختبار بالشدائد من العقوبات، { فَعَمُواْ وَصَمُّواْ } أي: عن الحق والوفاء بالميثاق الذي أخذ عليهم. و (كثير) بدل من المضمر. وقيل: هو تأكيد كما تقول: "رأيت قومك ثلثهم" وقيل: رفعه على إضمار مبتدا، [و] المعنى: العمى كثير منهم وقيل: التقدير: العمى والصم منهم كثير. وقيل هو على لغة من قال: "أكلوني البراغيث"، فيرتفع (كثيرٌ) ب [عَموا وصَمُّوا]. ويجوز - في غير القرآن - النصب على أنه نعت لمصدر محذوف.
(و) قال مجاهد: (هم) اليهود خاصة وقيل: المعنى: وحسبوا ألا يكون اختبار. لقولهم:
{ { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [المائدة: 18]، فعموا عن الحق وصموا.
{ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ } أي: لم يعلموا بما سمعوا، ولا انتفعوا بما رأوا من الآيات فكانوا بمنزلة العُمْيِ الصُّم.
وقيل: معنى { ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ }: ثم بعث الله محمداً يخبرهم أن الله يتوب عليهم إن تركوا الكفر وآمنوا، { فَعَمُواْ وَصَمُّواْ } أي: لم ينتفعوا بما قيل لهم.