التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ
١٨
إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٩
-الأنفال

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ } إلى: { ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
{ ذٰلِكُمْ }: في موضع رفع على معنى الأمر: { ذٰلِكُمْ }.
أو: الأمْرُ.
ويجوز فيها، وفيما تقدم أن تكون في موضع نصب على معنى فعل: { ذٰلِكُمْ }.
و { ذٰلِكُمْ } إشارة إلى ما تقدم من قتل المشركين والظفر بهم.
وقوله: { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ }، أي: واعلموا أن الله مُضْعِفٌ { كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ }، حتى ينقادوا.
وكل ما جاز في
{ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ } [الأنفال: 14]، جاز في هذه.
وقيل معنى { مُوهِنُ }: يلقي الرعب في قلوبهم.
وقوله: { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ }.
هذا خطاب للكفار، قالوا: اللهم انصر أحب الفريقين إليك.
ومعنى { تَسْتَفْتِحُواْ }: تستحكموا / على أقطع الحزبين للرحم. أي: إن تستدعوا الله أن يحكم بينكم في ذلك { فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ }، أي: الحكم.
{ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.
أي: إن تنتهوا عن الكفر بالله، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.
قال السدي: كان المشركون إذا خرجوا من مكة إلى قتال النبي صلى الله عليه وسلم أخذوا أستار الكعبة فاستنصروا الله.
وقوله: { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ }.
أي: إن عدتم إلى القتال عُدْنا لمثل الوقعة التي أصابتكم يوم بدر.
{ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً }.
أي: جنودكم وإن كانت كثيرة.
وقيل: { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ }: للمؤمنين، وما بعده للكفار.
وقوله: { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }، عطف على: { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ }.
وقيل المعنى: ولأنَّ الله مع المؤمنين.
وقيل المعنى: واعلموا أنّ الله.
فيجوز الابتداء بها مفتوحة على هذا القول.
وقيل: إنه كله خطاب للمؤمنين، أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، وإن تنتهوا عن مثل ما فعلتم من أخذ الغنائم والأسرى قَبْل الإذن { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }، وإن تعودوا إلى مثل ذلك نَعُدْ إلى توبيخكم، كما قال تعالى:
{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ (لَمَسَّكُمْ) } [الأنفال: 68] الآية.
وقيل المعنى: { وَإِن تَعُودُواْ } أيها الكفار، إلى مثل قولكم واستفتاحكم نعد إلى نصرة المؤمنين.