التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٩٣
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٤
سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٩٥
-التوبة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ }، إلى قوله: { يَكْسِبُونَ }.
والمعنى: إنما السبيل بالعقوبة على من استأذن في التخلف عن الغزو، وهو غني، ورضي بأن يخلف مع النساء اللواتي من خوالف للرجال في البيوت.
{ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ }.
أي: ختم عليها.
{ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.
سوء عاقبة تخلفهم، يعني: عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى إخباراً عما يفعلون: { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ }.
أي: يعتذر هؤلاء المتخلفون بالأباطيل والكذب.
{ قُل } لهم، يا محمد، { لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ [لَكُمْ] }. أي: لن نُصدِّقكم قد أخبرنا الله بأخباركم.
{ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ }.
أي: فيما بعد، هل تتوبون أم لا.
{ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ }.
أي: يعلم السر والعلانية، فيخبركم بأعمالكم فيجازيكم عليها.
رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"لو أن رجلاً عبد الله في صخرة لا باب لها، ولا كوة بها لخرج عمله إلى الناس كائناً ما كان" .
فالله عز وجل، يطلع قلوب المؤمنين على ما [في] قلوب إخوانهم من الخير والشر، فيحبون أهل الخير ويبغضون أهل الشر.
ثم أخبرهم بما يفعلون إذا رجع المؤمنون من غزوهم فقال: { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ }، أي: يحلفون لكم إذا رجعتم إليهم من غزوكم، { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ }، لتتركوا تأنيبهم وتعييرهم بتخلفهم، { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ }، أي: فاتركوهم، { إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ }، أي: مصيرهم إليها جزاء / بكسبهم.
قيل: إنهم كانوا بضعةً وثمانين رجلاً.