التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوۤاْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَىۤ أَن تَضَعُوۤاْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
١٠٢
-النساء

تفسير الجيلاني

{ وَإِذَا كُنتَ } يا أكمل الرسل { فِيهِمْ } أي: في المؤمنين { فَأَقَمْتَ لَهُمُ } أنت لهم { ٱلصَّلَٰوةَ } إماماً، فرقهم فرقتين { فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ } متابعين لكل مؤتمنين بك { وَلْيَأْخُذُوۤاْ أَسْلِحَتَهُمْ } أي: جميعها احتياطاً { فَإِذَا سَجَدُواْ } هؤلاء المؤتمون { فَلْيَكُونُواْ } أي: الطائفة الأخرى { مِن وَرَآئِكُمْ } حارسين حافظين لكم { وَلْتَأْتِ } بعدما صلوا { طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ } كما صلوا { وَلْيَأْخُذُواْ } معهم { حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } كما أخذوا، فليكن المصلون من ورائكم كما كانوا، فيصلي الإمام صلاة الخوف مرتين مع الطائفتين، أو يوزعهما عليهما على اختلاف الفقهاء، فعليكم ألاَّ تغفلوا من العدو سيما عند الخوف؛ إذ { وَدَّ } تمنى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ } بصلاة ونحوها { فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ } بغتة { مَّيْلَةً وَاحِدَةً } فصادفوكم عزلاً لا سلاح معكم، فاستأصلوكم بالمرة.
{ وَ } ليس هذا الأمر للوجوب، بل { لاَ جُنَاحَ } لا ضيق، ولا جرم { عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ } وغيره { أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَىۤ } يشق عليكم أخذها { أَن تَضَعُوۤاْ أَسْلِحَتَكُمْ } لدفع الحرج { وَخُذُواْ } حين وضعها { حِذْرَكُمْ } أي: من حذركم مقدار ما يحذر به إن أتوا بغتة { إِنَّ ٱللَّهَ } القادر المقتدر على الانتقام { أَعَدَّ } هيأ { لِلْكَافِرِينَ } به وبرسوله { عَذَاباً مُّهِيناً } [النساء: 102] بأيدي المؤمنين، يغلبهم ويذلهم، وأعد للمؤمنين النصر والظفر بعدما أمرهم بالتيقظ والاحتياط؛ لئلا ييأسوا من عون الله ونصره.