التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً
١٢٢
لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
١٢٣
-النساء

تفسير الجيلاني

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بولاية الله وتوحيده { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } على مقتضى ما أمر الله ويسره { سَنُدْخِلُهُمْ } من فضلنا { جَنَّاتٍ } متنزهات من العلم والعين والحق { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أنهار الحقائق والمعارف والكشوفات والشهودات المتجددة بتجددات التجليات المترتبة على الأسماء والصفات الإلهية { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } على هذا المنوال { وَعْدَ ٱللَّهِ } الذي وعده لخلص عباده { حَقّاً } ثابتاً في علمه الحضوري قبل خلقهم بمدة لا يعرفها إلا هو، فعليكم أيها المؤمنون أن تصدقوا وعده الثابت عنده { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } [النساء: 122] فيصدقوه ويثقوا به.
واعلموا أن ما ينالكم، ويصل إليكم مما وعد لكم ربكم { لَّيْسَ } وصوله وحصوله { بِأَمَـٰنِيِّكُمْ } أي: بمجرد أماني بلا قدم وسلوك { وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } أي: ليس ما ييصل إليهم بأمانيههم، فلا تخالفوا، وتنازعوا معهم، بل الأمور كلها إنما هي بمتقضى فضل الله وعدله وحسب توفيقه وتيسيره، وبالجملة: { مَن يَعْمَلْ } منكم ومنهم { سُوۤءًا } بسوء به نفسه وغيره { يُجْزَ بِهِ } على مقتضى عدل الله عاجلاً وآجلاً { وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً } ينقذه من عذاب الله { وَلاَ نَصِيراً } [النساء: 123] يحمل بعض عذابه تخفيفاً له.