التفاسير

< >
عرض

ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ
١٤٣
وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ
١٤٤
-الأنعام

تفسير الجيلاني

واعلموا أيها المؤمنون أن الله سبحانه أباح لكم من الأنعام { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ } الكبش والنعجة وما يتولج منهما { وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } التيس والعنز أيضاً كذلك { قُلْ } يا أكمل الرسل لمن يدعي التحريم في تقدير الجنس إلزاماً وتبكيتاً: { ءَآلذَّكَرَيْنِ } الكبش والتيس { حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ } النعجة والعننز { أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ } أي: حرم ما في بطن الأنثيين من هذين الجنسين ذكراً كان أو أنثى { نَبِّئُونِي } أخبروني أيها المدعون تحريم شيء منها { بِعِلْمٍ } أي: بمقدمة معلومة عندكم من نقل ونص دال على أن الله حرم شيئاً من ذلك { إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ } [الأنعام: 143] في دعوى التحريم.
{ وَ } أيضاً أباح لكم ربكم أيها المؤمنون { مِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنْثَيَيْنِ } يعني: لم يحرم أيضاً شيئاً منهما ولا ما في بطنهما ذكراً كان أو أنثى { أَمْ } تدعون أيها المدعون أنكم { كُنتُمْ شُهَدَآءَ } حضراء { إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ } أي: حين وصاكم الله { بِهَـٰذَا } التحريم؛ لأنه ما أخبر به نبي وما جاء به كتاب، فبقي أن تدعوا الحضور عنده سبحانه وأنتم أيها المفترون من المردودين المطرودين عن ساحة عز حضوره سبحانه، وما من الأمر تسويلات نفوسكم وتلبيسات شياطين أوهامكم وخيالاتكم تفترونه على الله ظلماً وزوراً { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ } عن طريق الحق { بِغَيْرِ عِلْمٍ } نص ونقل وارد نازل من عند الله بل من تلقاء نفسه تلبيساً وتخليطاً لضعفاء العوام { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع بمخايل المفسدين { لاَ يَهْدِي } إلى طريق صراط توحيده { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ } [الأنعام: 144] المفترين عليه بأمثال هذه المفتريات الزائغة.