التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
٩٣
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقْنَٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَٰكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٩٤
-الأنعام

تفسير الجيلاني

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } بأن قال: بعثني الله نبياً كمسيلمة والأسود العنسي { أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } كعبدالله بن أبي سرح { وَمَن قَالَ } من كفار قريش: { سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ } ولو نشاء لقلنا مثل هذا { وَلَوْ تَرَىۤ } أيها الرائي { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ } المفترون على الله المكذبون لكتبه ورسله { فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ } وسكراته وأهواله { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } قائمون عليهم { بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } كالمتقاضي قائلين لهم: { أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ } أيها المفترون الكاذبون بأيديكم حتى تخلصوا عن أيدينا واعلموا أن { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } المشتمل على الهوان والمذلة { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأنعام: 93] عتواً وعناداً.
{ وَ } الآن { لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَٰدَىٰ } عارين منفردين عما استكبرتم به من المال والجاه والرئاسة { كَمَا خَلَقْنَٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } عارية عن جميعها { وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَٰكُمْ } ابتليناكم به في النشأة الأولى؛ ليكون سبب خيلائكم وبطركم { وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَ } أيضاً { مَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ } معبوداتكم { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ } أي: في إيجادكم وإظهاركم { شُرَكَآءُ } من الآن { لَقَد تَّقَطَّعَ } وانفصل { بَيْنَكُمْ } وبينهم { وَضَلَّ } أيك غاب وتخفى { عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [الأنعام: 94] أنها شفعاؤكم ينقذكم من عذاب الله.