{ وَ } كيف لا يخلدون في النار { لَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ } مبين لجميع أحوال النشأتين { فَصَّلْنَاهُ } أي: أوضحنا معانيه وبيَّنا ما فيه من العقائد والأحكام مفصلاً { عَلَىٰ عِلْمٍ } حضوري منا متعلق بتفصيله بحيث لا يشذ عن علمنا شيء أصلاً، وإنما فصلناه وأوضحناه وجئنا به؛ ليكن { هُدًى } هادياً ومرشداً لهم إلى توحيدنا { وَرَحْمَةً } مخلصة لهم عن سجين الطبيعة { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 52] به وبحقيقته.
وبعدما آمنوا به وبما فيه من أحوال النشأة الأولى والأخرى { هَلْ يَنظُرُونَ } أي: ما ينتظرون هؤلاء المؤمنون { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } أي: ما يؤول إليه ويترتب عليه بعدما حصل لهم الإذعان بالوقوع { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ } ونبذوه وراء ظهورهم { مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا } ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع فكذبناهم مكابرة وعناداً { فَهَل لَّنَا } اليوم { مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } ليخلصونا من نكال ما أجرمنا { أَوْ نُرَدُّ } بشفاعتهم على أعقابنا { فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } في أيام الغفلة، وهم { قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بالكفر والشرك وعبادة الغير { وَ } مع ذلك { ضَلَّ } غاب وخفي { عَنْهُمْ } لدى الحاجة { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [الأعراف: 53] لشركائهم من الشفاعة المظاهرة.