التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ
٢٠٧
-البقرة

مجمع البيان في تفسير القرآن

اللغة: الشراء من الأضداد يقال شرى إذا باع وشرى إذا اشترى وقولـه { وشروه بثمن بخس دراهم معدودة } [يوسف: 20] أي باعوه والرضا ضد السخط وقد تقدم معنى الرؤوف.
الإعراب: ابتغاء نصب لأنه مفعول لـه كقول الشاعر:

وَاغْفِرْ عَوْرَاءَ الكَرِيمِ ادّخَارَهُ وَاعْرِضُ عَنْ قَوْلِ الْلَئِيمِ تَكَرُّما

النزول: روى السدي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين هرب النبي صلى الله عليه وسلم عن المشركين إلى الغار ونام علي (ع) على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بين مكة والمدينة، وروي أنه لما نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، وقال عكرمة: نزلت في أبي ذر الغفاري جندب بن السكن وصهيب بن سنان لأن أهل أبي ذر أخذوا أبا ذر فانفلت منهمعلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رجع مهاجراً أعرضوا عنه فانفلت حتى نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وأما صهيب فإنه أخذه المشركون من أهلـه فافتدى منهم بمالـه ثم خرج مهاجراً وروي عن علي وابن عباس أن المراد بالآية الرجل الذي يقتل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال قتادة: نزلت في المهاجرين والأنصار وقال الحسن: هي عامة في كل مجاهد في سبيل الله.
المعنى: ثم عاد سبحانه إلى وصف المؤمن الآمر بالمعروف في قولـه وإذا قيل لـه اتق الله لأن هذا القائل أمر بالخير والمعروف فقال { ومن الناس من يشري } أي يبيع نفسه { ابتغاء مرضاة الله } أي لابتغاء رضاء الله وإنما أطلق عليه اسم البيع لأنه إنما فعل ما فعل لطلب رضاء الله كما أن البائع يطلب الثمن بالبيع والله رؤوف بالعباد أي واسع الرحمة بعبيده يُنيلـهم ما حاولوه من مرضاته وثوابه.