التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٩
-آل عمران

مجمع البيان في تفسير القرآن

اللغة: الصدر معروف وهو أعلى مقدم كل شيء والصدر الانصراف عن الماء بعد الري والتصدير حسام الرجل لميلـه إلى الصدر والصدار شبيه بالبقيرة تلبسها المرأة لأَنه قصير يغطي الصدر وما حاذاه.
الإعراب: يعلَمْه الله جزم لأَنه جواب الشرط وإن كان الله يعلمه كان أو لم يكن معناه يعلمه كائناً ولا يصح وصفه بذلك قبل أن يكون ورفع ويعلم ما في السماوات على الاستئناف.
المعنى: لما تقدم النهي عن اتخاذ الكفار أولياء خوّفها من الإبطان بخلاف الإِظهار فيما نهوا عنه فقال سبحانه { قل } يا محمد { إن تخفوا } أي أن تستروا { ما في صدوركم } يعني ما في قلوبكم وإنما ذكر الصدر لأَنه محل القلب { أو تبدوه } أي تظهروه { يعلمه الله } فلا ينفعكم إخفاؤه وهو مع ذلك { يعلم ما في السماوات وما في الأرض } وإنما قال ذلك ليذكر بمعلوماته على التفصيل فيتمّ التحذير إذ كان من يعلم ما في السماوات وما في الأَرض على التفصيل يعلم الضمير { والله على كل شيء قدير } فيقدر على أخذكم ومجازاتكم.