التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا سُقِطَ فِيۤ أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
١٤٩
-الأعراف

مجمع البيان في تفسير القرآن

القراءة: لئن لم ترحمنا بالتاء ربنا بالنصب وتغفر لنا بالتاء كوفي غير عاصم والباقون يرحمنا ويغفر لنا بالياء ربنا بالرفع.
الحجة: من قرأ بالياء جعل الفعل للغيبة وارتفع ربنا به ويغفر لنا فيه ضمير ربنا ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الخطاب وربنا نداء وحذف حرف التنبيه معه لأن عامة ما في التنزيل حذف حرف التنبيه نحو قولـه
{ { ربنا إني أسكنت من ذريتي } [إبراهيم: 37] { { ربنا وآتنا ما وعدتنا } [آل عمران: 194].
اللغة: معنى سقط في أيديهم وقع البلاء في أيديهم أي وجدوه وجدان من يده فيه يقال ذلك للنادم عندما يجده مما كان خفي عليه ويقال سقط في يده وأسقط في يده وبغير ألف أفصح. وقيل: معناه صار الذي كان يضر به ملقى في يده.
المعنى: ثم أخبر سبحانه أنهم ندموا على عبادة العجل فقال { ولما سقط في أيديهم } أي فلما لحقتهم الندامة { ورأوا أنهم قد ضلُّوا } أي علموا ضلالهم عن الصواب وطريق الحق بعبادة العجل حين رجع إليهم موسى وبيَّن لهم ذلك { قالوا لئن لم يرحمنا ربنا } بقبول توبتنا { ويغفر لنا } ما قدَّمناه من عبادة العجل { لنكونن من الخاسرين } باستحقاق العقاب قال الحسن: إن كلهم عبدوا العجل إلا هارون بدلالة قول موسى رب اغفر لي ولأخي ولو كان هناك مؤمن غيرهما لدعا له وقال غيره إنما عبده بعضهم.