التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
١٧
وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ
١٨
-يوسف

تفسير القرآن

في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: { وجاءوا على قميصه بدم كذب } [18] قال إنهم ذبحوا جدياً على قميصه، قال علي بن إبراهيم ورجع إخوته فقالوا نعمد إلى قميصه فنلطخه بالدم ونقول لأبينا إن الذئب أكله فلما فعلوا ذلك قال لهم لاوي يا قوم ألسنا بني يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق نبي الله بن إبراهيم خليل الله أفتظنون أن الله يكتم هذا الخبر عن أنبيائه، فقالوا وما الحيلة؟ قال نقوم ونغتسل ونصلي جماعة ونتضرع إلى الله تعالى أن يكتم ذلك الخبر عن نبيه فإنه جواد كريم، فقاموا واغتسلوا وكان في سنة إبراهيم وإسحاق ويعقوب إنهم لا يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر رجلاً فيكون واحد منهم إماماً وعشرة يصلون خلفه فقالوا كيف نصنع وليس لنا إمام فقال لاوي نجعل الله أمامنا فصلوا وتضرعوا وبكوا وقالوا يا رب اكتم علينا هذا ثم جاؤوا إلى أبيهم عشاءً يبكون ومعهم القميص قد لطخوه بالدم فقالوا: { يا أبانا إنَّا ذهبنا نستبق } [17] أي: نعدو { وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين - إلى قوله - على ما تصفون } ثم قال يعقوب ما كان أشد غضب ذلك الذئب على يوسف وأشفقه على قميصه حيث أكل يوسف ولم يمزق قميصه.