التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
١٥
ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ
١٦
ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ
١٧
-آل عمران

تفسير القرآن

قال: { أؤنبئكم بخير من ذلكم الذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } [15] ثم أخبر أن هذا للذين { يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر ذنوبنا وقنا عذاب النار - إلى قوله - والمستغفرين بالأسحار } ثم أخبر أن هؤلاء هم { الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار } [16-17] وهم الدعاؤن وأما قوله: { وأزواج مطهرة } قال في الجنة لا يحضن ولا يحدثن.
حدثني أبي عن إسماعيل بن أبان عن عمر (عمير ط) بن عبد الله الثقفي قال أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين العابدين عليهم السلام من المدينة إلى الشام، وكل ينزله معه فكان يقعد مع الناس في مجالسهم فبينما هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك فقال ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم؟ قالوا لا يابن رسول الله ولكنهم يأتون عالماً لهم في هذا الجبل في كل سنة في مثل هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم، قال أبو جعفر عليه السلام وله علم؟ فقالوا هو من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام، قال لهم نذهب إليه، فقالوا ذاك إليك يابن رسول الله، قال فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، قال فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه، فأخرج النصارى بساطاً ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى، ثم قصد أبا جعفر عليه السلام فقال أمنا أنت أم من الأمة المرحومة؟ فقال أبو جعفر عليه السلام من الأمة المرحومة، قال فمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قال لست من جهالهم، قال النصراني أسألك أو تسألني؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: سلني، فقال يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول اسألني إن هذا لعالم بالمسائل ثم قال يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي؟ قال أبو جعفر عليه السلام: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال النصراني فإذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: من ساعات الجنة وفيها تفيق مرضى، فقال النصراني أصبت فأسألك أو تسألني؟ قال ابو جعفر عليه السلام: سلني، قال: يا معشر النصارى إن هذا لمليء بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون؟ أعطني مثله في الدنيا، قال أبو جعفر عليه السلام: هذا هو الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط، قال النصراني أصبت ألم تقل ما أنا من علمائهم؟ قال أبو جعفر عليه السلام: إنما قلت لك ما أنا من جهالهم، قال النصراني فاسألك أو تسألني قال أبو جعفر عليه السلام: سلني قال يا معشر النصارى لاسألنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل قال أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه بابنين حملتهما جميعاً في ساعة واحدة ووضعتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد عاش أحدهما خمسين ومائة سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما؟ قال أبو جعفر عليه السلام: هما عزير وعزرة كانت حملت أمهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، وعاش عزرة وعزير ثلاثين سنة ثم أمات الله عزيراً مائة سنة وبقي عزرة يحيى ثم بعث الله عزيراً فعاش مع عزرة عشرين سنة وماتا جميعاً في ساعة واحدة فدفنا في قبر واحد، قال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت أحداً قط أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ردوني إلى كهفي فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر عليه السلام.