التفاسير

< >
عرض

إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٥٩
ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ
٦٠
فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ
٦١
-آل عمران

تفسير القرآن

أما قوله: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون - إلى قوله - فمن حاجك فيه من بعد ما جاء‌ك من العلم } [59-61] فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وكان سيدهم الأهتم والعاقب والسيد وحضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هذا في مسجدك فقال: دعوهم فلما فرغوا دنوا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إلى ما تدعون؟ فقال إلى شهادة "أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث" قالوا فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال قل لهم ما تقولون في آدم عليه السلام أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب وينكح فسألهم النبي صلى الله عليه وآله فقالوا نعم: فقال فمن أبوه؟ فبهتوا فبقوا ساكتين فأنزل الله: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } الآية إلى قوله: { فمن حاجك فيه من بعد ما جاء‌ك من العلم - إلى قوله - فنجعل لعنة الله على الكاذبين } فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فباهلوني فإن كنت صادقاً أنزلت اللعنة عليكم وإن كنت كاذباً نزلت علي، فقالوا انصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والاهتم إن باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي وإن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق، فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فقال النصارى من هؤلاء فقيل لهم هذا إبن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه بنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين عليهم السلام، فعرفوا وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله نعطيك الرضى فأعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله على الجزية وانصرفوا.