التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
-الأنعام

تفسير القرآن

قوله: { والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات } يعني قد خفي عليهم ما تقوله { من يشاء الله يظله } أي: يعذبه { ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم } يعني: يبين له ويوفقه حتى يهتدي إلى الطريق.
حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن عبد الله قال: حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله: { الذين كذبوا بآياتنا صم بكم } يقول صم عن الهدى وبكم لا يتكلمون بخير { في الظلمات } يعني: ظلمات الكفر { من يشاء الله يظلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم } وهو رد على قدرية هذه الأمة، يحشرهم الله يوم القيامة مع الصابئين والنصارى والمجوس، فيقولون: { والله ربنا ما كنا مشركين } يقول الله:
{ { أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون } [الأنعام:24] قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إلا أن لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر ويزعمون أن المشية والقدرة إليهم" ولهم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله { { والله ربنا ما كنا مشركين } [الأنعام: 23] بولاية علي عليه السلام، حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل { الذين كذبوا بآياتنا صم بكم في الظلمات من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم } فقال أبو جعفر نزلت في الذين كذبوا بأوصيائهم، صم بكم، كما قال الله في الظلمات، من كان من ولد إبليس فإنه لا يصدق بالأوصياء ولا يؤمن بهم أبداً وهم الذين أضلهم الله، ومن كان من ولد آدم آمن بالأوصياء فهم على صراط مستقيم، قال وسمعته يقول كذبوا بآياتنا كلها في بطن القرآن إن كذبوا بالأوصياء كلهم.