التفاسير

< >
عرض

دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

معنى { دعواهم فيها } ان دعاء المؤمنين لله في الجنة، وذكرهم له فيها هو ان يقولوا { سبحانك اللهم } ويقولون ذلك ولهم فيها لذة لا على وجه العبادة، لانه ليس هناك تكليف. وقيل: إنه اذا مرّ بهم الطير ويشتهونه قالوا { سبحانك اللهم } فيؤتون به، فاذا نالوا منه شهوتهم قالوا { الحمد الله رب العالمين } هذا قول ابن جريح. وقال الحسن: آخر كلام يجري لهم في كل وقت { الحمد لله رب العالمين } لا أنه ينقطع. والدعوى قول يدعى به إلى أمر، ومعنى { سبحانك اللهم } ننزهك يا ألله من كل ما لا يليق بك ولا يجوز من صفاتك من تشبيه أو فعل قبيح. وقيل معناه براءة الله من السوء فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وقال الشاعر:

أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر

أي براءة منه. والتحية التكرمة بالحال الجليلة، ولذلك يسمون الملك التحية، قال عمرو بن معد يكرب:

ازور بها أبو قابوس حتى أنيخ على تحيته بجند

وقال زهير بن خباب الكلبي:

من كل ما نال الفتى قد نلته الا التحيه

وهو مأخوذ من قولهم احياك الله حياة طيبة. والمعنى تحية بعضهم لبعض سلام اي سلمت وامنت مما ابتلى به اهل النار. و { أن } في الآية هي المخففة من الثقيلة وجاز ان لا تعمل لخروجها بالتخفيف عن شبه الفعل، كما قال الشاعر:

في فتية كسيوف الهند قد علموا ان هالك كل من يحفى وينتعل

والميم في اللهم بمعنى (يا) كأنه قال يا ألله، ولم يجعل في موضع (يا) لئلا يكون كحروف النداء التي تجري في كل اسم.