التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٣
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ يعقوب { ثم ننجي } بالتخفيف. وقرأ الكسائي ويعقوب وحفص والكسائي عن ابي بكر { ننجي المؤمنين } بالتخفيف. الباقون بالتشديد فيهما. قال ابو علي النحوي: يقال نجا زيد نفسه، فاذا عديته، فان شئت قلت أنجيته وان شئت قلت نجيته. ومن شدد فلقوله { { ونجينا الذين آمنوا } ومن خفف فلقوله { فأنجاه الله من النار } وكلاهما حسن.
أخبر الله تعالى أنه إذا اراد إهلاك قوم استحقوا الهلاك نجى رسله من بينهم وخلصهم من العقاب، ويخلص مع الرسل المؤمنين الذين أقروا له بالوحدانية وللرسل بالتصديق. وقوله { كذلك حقاً علينا ننجي المؤمنين } وجه التشبيه في ذلك أن نجاة من يقر من المؤمنين كنجاة من مضى في أنه حق على الله ثابت لهم ويحتمل أن يكون العامل في { كذلك } ننجي الاول وتقديره ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك الانجاء ويحتمل أن يعمل فيه الثاني، وكذلك حقاً علينا.
ومعنى قوله { حقاً علينا } يحتمل أمرين: احدهما - أن يكون معناه واجباً علينا ننجي المؤمنين من عقاب الكفار، ذكره الجبائي. والثاني - أن يكون على وجه التأكيد كقولك مررت بزيد حقاً إلا أن علينا يقتضي الوجه الاول. والنجاة مأخوذة من النجوة وهي الارتفاع عن الهلاك. والسلامة مأخوذة من إعطاء الشيء من غير نقيصه، اسلمته اليه اذا اعطيته سالماً من غير آفة.