التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٣
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أقسم الله تعالى في هذه الاية أنه اهلك من كان قبل هذه الأمة من القرون، وهو جمع قرن. وسمي أهل كل عصر قرناً لمقارنة بعضهم لبعض. والقرن هو المقاوم لقرينه في الشدة، ويعني بذلك الذين كذبوا رسل الله الذين بعثهم الله اليهم فكفروا بذلك بربهم وظلموا أنفسم، فأهلكهم الله بأنواع العذاب وفنون الاستئصال كما أهلك قوم لوط وقوم موسى وغيرهم، وبين بقوله { وما كانوا ليؤمنوا } ان هذه الأمم التي أهلكهم لم يكونوا مؤمنين ولو أبقاهم الله لم يؤمنوا بالرسل الذين أتوهم والكتب التي جاؤهم بها، ولما كان ذلك المعلوم من حالهم استحقوا من الله تعالى العذاب فأهلكهم.
وقوله { كذلك نجزي القوم المجرمين } اي نعاقب مثل عقوبة هؤلاء المجرمين اذا استحقوا أو كانوا ممن لا يؤمن ولا يصلح. وجعل ابو علي الجبائي ذلك دليلا على ان تبقية الكافر إذا علم من حاله أنه يؤمن فيما بعد واجبة.