التفاسير

< >
عرض

أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٥
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

{ ألا } كلمة تستعمل في التنبيه، وأصلها (لا) دخلت عليها حرف الاستفهام تقريراً وتأكيداً، فصارت تنبيهاً وكسرت { إن } بعد { ألا } لأن { ألا } يستأنف ما بعدها لينبه بها على معنى الابتداء: ولذلك وقع بعدها الامر والدعاء كقول امرئ القيس:

ألا انعم صباحاً أيها الطلل البالي وهل ينعمن من كان في العصر الخالي

ووجه اتصال هذه الاية بما قبلها أحد أمرين: احدهما - للاثبات بعد النفي لأن ما قبلها تقديره ليس للظالم ما يفتدي به بل جميع الملك لله تعالى. والثاني - ان يكون معناه من يملك السموات والارض يقدر على ايقاع ما توعد به. والسموات جمع سماء وهو مأخوذ من السمو الذي هو العلو، وهي المزينة بالكواكب وهي سقف الأرض، وهي طبقات، كما قال سبع سموات طباقاً. وجمعت السموات، ووحدت الارض في جميع القرآن، لان طبقاتها السبع خفية عن الحس وليس كذلك السموات. وقوله { ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون } صحة ذلك لجهلهم به تعالى وبما يجوز عليه وما لا يجوز، وجهلهم بصحة ما أتى به النبي صلى الله عليه وآله.