التفاسير

< >
عرض

أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ
٦٦
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قد بينا مضى أن أصل { ألا } (لا) وانما دخلت عليها حرف الاستفهام تنبيهاً. والفرق بين { ألا } و (أما) أن { ألا } للاستقبال ولا تقع بعدها { إن } الا مكسورة. و (اما) تكون بمعنى حقاً كقولهم اما انه منطلق، لأنها للحال ويجوز بعد (اما) كسر { إن } وفتحها.
لما سلى الله النبي صلى الله عليه وآله فقال { لا يحزنك } قول هؤلاء الكفار فـ { إن العزة لله } يعني القدرة والقهر فانهم لا يفوتونه، بين بعد ذلك ما يدل عليه وينبه على صحته وهو أن له تعالى { من في السماوات ومن في الأرض } يعني العقلاء. واذا كان له ملك العقلاء فما عداهم تابع لهم، ووجب ان يكون ملكاً له وانما خص العقلاء تعظيماً للامر. وقوله { وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء } تحتمل (ما) في قوله { وما يتبع } وجهين: احدهما - ان تكون بمعنى (اي) كأنه قال واي شيء يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء، تقبيحاً لفعلهم. الثاني - ان تكون نافية، وتقديره وما يتبعون شركاء في الحقيقة والمعرفة.
وقوله { إن يتبعون إلا الظن } معناه ليس يتبعون في اتخاذهم مع الله شركاء الا الظن لتقليدهم اسلافهم في ذلك او لشبهة دخلت عليهم بأنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى وبين بعد ذلك انهم ليسوا الا كاذبين بهذا القول والاعتقاد - في قوله { إن هم إلا يخرصون }. وفائدة الاية الابانة عن انه يجب اخلاص العبادة لمن يملك السموات والارض وان لا يشرك معه في العبادة غيره.