التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ
١٢١
وَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
١٢٢
-هود

التبيان الجامع لعلوم القرآن

آيتان في الكوفي والبصري، وإِحدى المدينين تمام الاولى انا عاملون، وآية فيما سوى ذلك.
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول للكفار الذين لا يصدقون بتوحيد الله ولا يعترفون بنبوة نبيه صلى الله عليه وسلم { اعملوا على مكانتكم } والمكانة الطريقة التي يتمكن من العمل عليها، ويقال: له مكانة عند السلطان - أي جاه، وقدر - وهذا خرج مخرج التهديد، وهو مثل قوله
{ اعملوا ما شئتم } }. وقوله { إنا عاملون } معناه إنا عاملون على الايمان الذي أمرنا الله به ودعانا اليه.
وقوله { وانتظروا } أي توقعوا، وقد فرق بينهما بأن التوقع طلب ما يقدر أنه يقع، لأنه من الوقوع. والانتظار طلب ما يقدر النظر اليه، لأنه من النظر. والفرق بين الانتظار والترجي، أن الترجي للخير خاصة، والانتظار في الخير والشر. ولو دخلت الفاء في قوله { إنا } لأفاد أن الثاني لأجل الأول وحيث لم تدخل لم تفد ذلك.
ومتعلق الانتظار يحتمل أمرين:
احدهما - انتظروا ما يعدكم الشيطان من الغرور، فانا منتظرون ما يعدنا ربنا من النصر والعلوّ، في قول ابن جريج.
الثاني - انتظروا ما يعدكم ربكم على الكفر من العذاب، فانا منتظرون ما يعدنا على الايمان من الثواب.