التفاسير

< >
عرض

فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ
١٤
-هود

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قيل في المعني بقوله { فإن لم يستجيبوا لكم } قولان:
أحدهما - ان المراد به المؤمنون، والتقدير فان لم يقبلوا إجابتك يا محمّد والمؤمنين، ولا يأتون بعشر سور معارضة لهذا القرآن، فليعلم المؤمنون إنما أنزل بعلم الله بهذا الدليل، وهو قول مجاهد والجبائي.
والآخر - أن يكون المراد به المشركين، فالتقدير فان لم يستجب لكم من تدعونهم إلى المعاونة ولا يهيأ لكم المعارضة، فقد قامت عليكم الحجة.
والاستجابة في الاية طلب الاجابة بالقصد إلى فعلها، يقال: استجاب وأجاب بمعنى واحد. والفرق بين الاجابة والطاعة أن الطاعة موافقة للارادة الجاذبة إلى الفعل برغبة أو رهبة، والاجابة موافقة الداعي إلى الفعل من أجل أنه دعا به.
وقوله { أنزل بعلم الله } يحتمل أمرين: احدهما - بعلم الله انه حق من عنده أي عالم به. والآخر - بعلم الله بمواقع تأليفه في علو طبقته. وقوله { وأن لا إله إلا هو } اي فاعلموا أن لا إله إلا هو. وقوله { فهل أنتم مسلمون } معناه هل أنتم بعد قيام الحجة عليكم بما ذكرناه من كلام الله وانه أنزله على نبيه تصديقاً له فيما أدّاه اليكم عن الله مسلمون له موقنون به؟ لأن كل من سلم له الأمر فقد استسلم له. قال مجاهد: وهذا خطاب لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله من المسلمين.