التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٦
-هود

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قوله { أولئك } كناية عن الذين ذكرهم في الاية الأولى، وهم الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها، دون ثواب الاخرة. فأخبر الله أنه ليس لهم في الآخرة مستقر إلا النار، وأن أعمالهم كلها محبطة لا يستحقون عليها ثواباً؛ لأنهم أوقعوهاعلى غير الوجه المأمور به، وعلى حدّ لا تكون طاعة، وأن جميع ما فعلوه في الدنيا باطل لا ثواب عليه. وقد بينا فساد القول بالاحباط على ما يذهب اليه المعتزلة وأصحاب الوعيد، سواء قالوا الاحباط بين الطاعة والمعصية أو بين المستحق عليها، فلا معنى للتطويل بذكره ها هنا. وقوله { وباطل ما كانوا يعملون } بعد قوله { حبط ما صنعوا فيها } يحقق ما نقوله: إن نفس الاعمال تبطل بأن توقع على خلاف الوجه الذي يستحق به الثواب.